عشرة أيامٍ مرت منذ تلقت عائلة رضا السيد حسنين، المصري المختطف في نيجيريا، الاتصال الأول الذي يخبرهم باختطافه، وضرورة دفع فدية قدرها مليون دولار لتحريره، وعلى الرغم من تلقيهم عدة مكالمات تالية يطالبهم خلالها بضرورة الإسراع في إرسال الميلغ، وتقديم بلاغات في وزارتي الداخلية والخارجية، إلا أن الحال لم يتغير، ولم يحدث أي تقدم في القضية. "لينا أسبوع بنلم من قرايبنا ومعارفنا أي فلوس نقدر عليها"، كلماتٌ بدأ بها أحمد حسنين، شقيق رضا المختطف في نيجيريا، حديثه ل"الوطن"، فوزارة الخارجية رغم ما بذلته من جهودٍ كبيرةٍ في القضية، لم تتوصل لمكان الخاطفين، في الوقت الذي لم تنقطع المكالمات الهاتفية المطالبة بدفع الفدية. وبعد بيع الكثير من ممتلكاتهم لم يستطع أحمد، الذي يعمل "باليومية"، أن يجمع أكثر من 50 ألف جنيه من الفدية المقدرة بمليون دولار، فعلى الرغم من تلقيب شقيقه برجل الأعمال إلا أن شركته صغيرة للغاية وعملها محدود "أخويا مستلف تمن التذكرة وهو مسافر نيجيريا". مكالمات خاطفي رضا لم تنقطع، حيث تستقبل العائلة مكالمة هاتفية يوميًا على حسابهم الشخصي، كان آخرها، اليوم، والتي يتكرر فيها طلب الرجل سرعة تجميع الفدية وإرسالها حتى يتحرر من آلامه "أخويا كل مكالمة يقول أنا بموت كل يوم" إلا أن أحمد لا يملك إلا مناشدة رجال الأعمال المصريين للتدخل والتبرع بالفدية لتحرير شقيقه. "عاوزين نوصل للريس"، هكذا عبر أحمد عن رغبته في التواصل مع رئيس الجمهورية بشكل مباشر، ليستغيث به لإنقاذ أخيه المختطف وتحريره من مختطفيه "مواطن مصري مخطوف وبيستغيث بيك يا ريس". أحمد ربيع ابن عم رضا، أكد أن شركة رضا ليست إلا شقة صغيرة بالإيجار، يقوم من خلالها ببعض الإنشاءات البسيطة، وعائلته تنتمي لقرية بسيطة في المنصورة، ولا تستطيع تجميع المبلغ، وهو ما دفعهم لإطلاق حملة تبرعات بعد عدم قدرتهم على تجميع إلا مبلغ بسيط "الستات باعت دهبها وبعنا أنابيب البوتوجاز ومتعلقات شخصية ومجمعناش غير 50 ألف جنيه". رضا له شقيقان، أحدهما له إعاقة كاملة بسبب حادث قديم، والآخر صاحب إعاقة جزئية في حادث عمل أيضًا، حسب ربيع، وشقيقهما الأكبر هو المسئول عنهما، ولا يستطيع أي منهما توفير مبلغ الفدية، وهو ما دفع العائلة لإطلاق حملة تبرعات لتجميع المبلغ، مناشدين رجال الأعمال المصريين الكبار بتحرير الرجل، حيث حاول التواصل معهم ولم يستطع. عائلة رضا لم تفكر في التفاوض مع الخاطفين من الأساس لعدم امتلاكهم الأموال اللازمة للتفاوض، وعدم امتلاكهم ضمانة كذلك لتحرير الخاطفين له حال تسليمهم النقود، لذلك يؤكد ربيع أنه في حالة تجميع المبلغ عن طريق التبرعات ستسلمه العائلة لوزارة الخارجية للتفاوض مع الخاطفين. وكان السفير خالد يسري رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارجية، شدد في بيان رسمي على تقديم الدعم اللازم لأسرة المواطن المختطف في نيجيريا، واتخاذ جميع التدابير لإعادته إلى أرض الوطن. وأكد أنه فور تداول وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اختطافه، استقبل أسرته للتعرف على ملابسات الحادث، وأن الوزارة تواصلت مع السفير المصري في نيجيريا عاصم حنفي بشأنه، والذي أكد بدوره على تواصل السفارة بالفعل مع جميع الجهات المعنية بنيجيريا فور تلقيها الخبر.