بنطلون استريتش.. «بادى» يظهر معالم الجسم.. إيشارب حول العنق.. سلسلة متدلية من الرقبة، و«قُصة» يظهر طرفها من تحت «طاقية صوف».. تلك هى الهيئة التى ظهر بها عدد من الشباب وانتشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى كنوع من الموضة فى الملابس التى أصبحت تشبه كثيرا ملابس النساء. على موقع «فيس بوك» سخر النشطاء بعبارات نقد لاذع، كتبت ناشطة: «إحنا كبنات أرجل منهم»، وعلقت أخرى: «هما الرجالة ماتوا فى الحرب ولا إيه؟»، فيما علق آخر: «ألف رحمة ونور على الرجالة»، أما التعليق الشهير الذى صاحب كل الصور «يا واد يا بت». استنكر هانى البحيرى، مصمم الأزياء، موضة ملابس الشباب المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، وقال إن لجوء الشباب لهذه الملابس يدل على أنهم لا يعون خطورة المرحلة الراهنة: «كفاية بقى دلع وتقليد أعمى»، لافتا إلى أن هؤلاء الشباب هدموا معانى الرجولة: «حلو الراجل يهتم بمظهره، بس مش أى حاجة نلبسها ونستوردها، ونقول موضة». من منظور اجتماعى ترى الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن حالة التغير والتخبط فى ذوق الشباب تدل على حالة التشتت المجتمعى الذى يعيشه الشباب، نتيجة الأحداث المتواصلة: «شبابنا جواه فوضى، إزاى هيظهر بشكل مرتب»، مشيرة إلى أنهم يعيشون حالة من اللاجذور، أحدثت حالة من الارتباك والفوضى داخلهم: «هما اكتشفوا إن ملهمش دور، ولا مسئولية، عشان كده بيتصرفوا بشكل غير مسئول». المشهد العام لهؤلاء القلة من الشباب، حسب «زكريا»، يريد وقفة مجتمعية، حتى لا تتفاقم الظاهرة وتصبح عامة، لافتة إلى أن ملامح الرجولة فى الستينات والسبعينات لم يتم تشويهها بهذا الشكل، فهناك تدهور فى ملامح ومفهوم الرجولة عند الجيل الحالى. «زكريا» أكدت أن بعض هؤلاء الشباب لديهم مشاكل نفسية وأسرية، وألقت المسئولية على الأسرة والمؤسسات التعليمية، ووصفت الأخيرة بأنها مترهلة، متسائلة: «الزى هو الجزء الظاهر، أمال الجزء الخفى عامل إزاى؟».