أعلنت لجنة جائزة نوبل، منذ قليل، منح جائزة نوبل للسلام لعام 2018، إلى كلا من الناشطة الأيزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي "دينيس موكويغي". الطبيب الكونغولي، البالغ من العمر 63 عامًا، ترشح من قبل عدة مرات لجائزة نوبل ولم يفز بها إلا اليوم، وفي التقرير التالي أبرز جهوده في مساعدة ضحايا العنف الجنسي فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. منذ إنشاء مستشفى بانزي في بوكافو في عام 2008 اهتم هو وموظفوه بعلاج الآلاف من المرضى الذين سقطوا ضحايا لهذه الاعتداءات، حيث ارتكبت معظم الانتهاكات في سياق حرب أهلية طويلة المدى. تخصص أيضا في تقديم الدعم المادي والنفسي للنساء اللاتي وقعن ضحايا للعنف الجنسي، وفي الفترة من 1999 إلى 2015 عالج عشرات الآلاف من ضحايا الاغتصاب، وتجاوز كورس علاج ضحايا الاغتصاب العمليات الجراحية، ويوضح الطبيب الكونغولي: "ما أفعله حقا ليس علاج أجساد النساء، بل الدفاع عن حقوقهن، ومساعدتهن على إدارة شؤونهن باستقلالية، ودعمهن نفسيا، وذلك من خلال عملية شفاء تسترد خلالها النساء كرامتهن المفقودة خلال جريمة الاغتصاب"، حسبما أفاد تقرير سابق لقناة العربية. حصل الطبيب الكونغولي على العديد من الجوائز العالمية، وفي 2014 منح النواب الأوروبيون أعلى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان ل"دينيس موكويغي"، لحملاته المناهضة للعنف الجنسي الذي يستهدف النساء في أوقات الحرب. وقرر البرلمان بالإجماع، اختيار موكويغي لنيل جائزة ساخاروف. كما فاز الطبيب الستيني، بجائزة "أولف بالمه" الدولية التي يمنحها البرلمان السويدي كل عام، وفي حديثه للإذاعة السويدية بعد التكريم قال:" لولا أنه هناك أمل لما كنت أنا موجود هنا". "الرجل الذي يعالج النساء" عنوان الفيلم الوثائقي الذي سجل تجربته وعُرض في مهرجانات دولية، ولكن رفضت الحكومة الكونغولية الموافقة على عرضه، وفي هذا الوثائقي تحكي النساء عن الجانب الإنساني لهذا الطبيب وتفانيه في علاج ضحاياه. في سبتمبر 2012 ألقى الطبيب كلمة في الأممالمتحدة عن رعب الاغتصاب الجماعي في الكونغو، وبعد الكلمة بشهر واحد، اقتحم رجال مسلحون منزله وحاولوا قتله وزوجته وابنتيهما، وتدخل حارسه، وغادر الكونغو بعد ذلك بوقت قصير، وعاد إلى البلاد عام 2013 بعد مبادرات من نساء الكونغو لإعادته.