4 إضافات مهمة استخلصناها من جولة فى 3 جامعات كندية، هى: «واترلو وكارلتون وبرنس إدوارد» أولاها أن التخصصات القديمة المنفصلة لم يعد لها محل من الإعراب، والآن أصبح هناك تداخل بين العلوم والتخصصات يعكس تطوراً علمياً مهماً، أما الثانية فهى تسخير العلم فى خدمة المشروعات العملية والصناعية بشكل كبير بعيداً عن أرفف المكتبات لدرجة أن عميد كلية الهندسة الجديد بجامعة برنس إدوارد أكد أن الطالب يبدأ فى مشروع تخرجه منذ اليوم الثالث لالتحاقه بالكلية، كما أن هناك باباً خاصاً لأصحاب شركات الصناعة بالكلية لاستقبالهم، وتوفير كل الإمكانيات لتطوير وحل المشاكل التى تقابلهم.. أما الثالثة فإن النبوغ يكسر القواعد، وعلى سبيل المثال، فإن د.علاء عبدالعزيز، رئيس جامعة برنس إدوارد قام بتعيين د. آدم الحاصل على جائزة نوبل فى البيئة ضمن فريق كندى خلال عام 2007 فى زمن قياسى، متخطياً كل الإجراءات، ليضمن وجوده فى جامعته، وأنشأ له معملاً خاصاً لأبحاثه. أما الأهم فإن المصريين يحتلون مكانة راقية فى الجامعات الكندية ويحظون بثقة ومصداقية عند العاملين هناك. جاء ذلك خلال جولة نظمتها الجامعة الكندية بالقاهرة، التى تعد فرعاً للجامعة الكندية تقدم نفس البرامج بالجامعة الأم بنفس شروط القبول، ومتطلبات الجودة لعدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية. بدأنا الجولة بزيارة جامعة برنس إدوارد، تلك الجامعة التى سينشأ أحدث فروعها على أرض العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، يقول د. علاء عبدالعزيز، المصرى الذى يرأس جامعة برنس إدوارد، إنهم يملكون واحدة من أفضل كليات الهندسة على مستوى العالم، بنظامها الفريد فى كل شىء، يكفى أنها تعتمد فى الأساس على فكرة التصميم الهندسى، وليس على الأقسام التقليدية الشائعة مثل الميكانيكا والكهرباء والمدنى، إذ يجمع تخصص التصميم بين هذه الأقسام كلها، وتصنع فى مجملها التكامل بين الدراسة الأكاديمية والصناعة التطبيقية. وبحسب تأكيد د. علاء رئيس الجامعة، فإن فرع القاهرة سوف يضم 7 كليات بخلاف الهندسة، هى التجارة والتربية والآداب والعلوم والتمريض والطب البيطرى والدراسات العليا.. ووفقاً لمعايير الجامعة، فإن نظاماً صارماً ينتظر طلابها، أبرز نقاطه ألا يزيد عدد طلاب الجامعة على 5000 طالب، منهم 550 فى كلية الهندسة، بواقع 52٪ من طلاب الجامعة من مقاطعة برنس إدوارد، و22٪ منهم من بقية المقاطعات الكندية، و26٪ من خارج كندا، أو طلاب دوليون. تعاون بين الجامعة الكندية بالقاهرة وجامعات «كارلتون وبرنس إدوارد وواترلو».. وتطابق فى البرامج وشروط القبول ومتطلبات الجودة اهتمام خاص يوليه د. علاء عبدالعزيز لمبنى الجامعة عامة وكلية الهندسة خاصة، يؤكد أنه تم تصميمه بطريقة جذابة أولاً وعملية ثانياً.. فسطحه على سبيل المثال مخصص لأبحاث عن الزراعة والنباتات والورود والفواكه المختلفة. وجزء آخر لتوليد الطاقة الشمسية، وثالث لطاقة الرياح، إضافة إلى تهيئة المكان بالكامل ليكون فى خدمة الطلاب ومشروعاتهم، بل وقضاء أوقات فراغهم بطريقة مريحة، من خلال الملاعب المخصصة للرياضات المختلفة مثل الهوكى والرجبى والسلة والطائرة والقدم والاسكواش وحمامات سباحة أولمبية، واستخدامها ليس مقتصراً فقط على طلاب الجامعة، بل لبقية المواطنين طبقاً لبعض الشروط والقواعد المنظمة. يؤكد «عبدالعزيز» أن الكلية نجحت إلى حد كبير فى إقناع أهل الصناعة بالعمل مع الطلاب، وهناك برامج ومشروعات مستمرة ودائمة بين الجانبين. الشركة تأتى للجامعة، وتخصص مثلاً 25 ألف دولار للمساهة فى تمويل المشروع البحثى للطالب أو للفريق الطلابى. وهناك بالفعل أكثر من 40 مشروعاً بحثياً بهذه الطريقة، ولا يتوقف التواصل بين الكلية والمجتمع على أهل الصناعة، يتجاوزها إلى ما تقدمه الكلية عبر مناهجها الدراسية من حلول للمشكلات الموجودة فى البيئة المحيطة، باعتبار أن التخصص الرئيسى هو التصميم. وبالتالى فمعظم المشروعات التى ينفذها الطلاب موجهة مثلاً لحلول تتعلق بمصانع البطاطس المنتشرة فى الجزيرة، وكيفية استخدام المياه لمنع التلوث والحفاظ على البيئة. فى الكلية هناك 5 مراكز مميزة لها علاقة بالهندسة التصميمية. مثلاً حينما يتم إنتاج الزيت يكون هناك 70٪ «بواقى». أحد الطلاب تمكّن فى مشروع بحثى من تحويل هذه البواقى إلى فحم كمصدر للطاقة، أو تحويلها إلى أسمدة عبر بعض الإضافات.. بحسب د. «علاء». وخلال زيارة وفد من جامعة كندا فى مصر لجامعة برنس إدوارد آيلاند بكندا قدم الدكتور علاء عبدالعزيز أبرز أعضاء الفريق الذى سيلعب دوراً فى فرع الجامعة الجديد فى العاصمة الإدارية، وفى مقدمتهم «ديبى» عميدة العلوم التى أُحيلت للمعاش هذا العام، وتم ترشيحها لإدارة فرع القاهرة، وفى تقدير رئيس الجامعة فهى ستكون قادرة على الربط بين الحضارتين المصرية والكندية. هناك أيضاً «كاثى»، رئيس قسم التغذية، وهى نائب الرئيس فى فرع القاهرة، و«آدم» الذى كان ضمن الفريق الكندى الفائز بجائزة نوبل فى البيئة عام 2007. ثم اعتزاز فاروق الذى وصفه د. عبدالعزيز بأنه أحسن عالم فى الهندسة الزراعية، وحينما قدم على منحة أبحاث للحكومة طالباً مبلغاً معيناً، فقد تمت الموافقة على مضاعفة المبلغ، لأن الحكومة اقتنعت بالفكرة التى قدمها. وفى تقدير رئيس الجامعة، فإن لديهم أفضل قسم أسماك فى العالم فى كلية الطب البيطرى، وصارت الأكثر تخصصاً فى هذا المجال. هو يرى أن هذا التخصص يمكن أن يفيد الحكومة المصرية، خصوصاً فى مشروع البلطى. النقطة الأهم فى هذا المجال هى قدرة الباحث أو العالم على تقليل كمية الأمراض التى يصاب بها السمك، وهذا المشروع مهم جداً باعتبار أن مصر واحدة من أهم الدول فى العالم فى صيد وزراعة البلطى بعد تايلاند. د. علاء عبدالعزيز: نملك أفضل قسم أسماك فى العالم ويمكننا إفادة الحكومة المصرية فى مشروع البلطى وخلال جولة الوفد بالجامعة، تحدث الباحث «آدم» الفائز بجائزة نوبل، بعد تصميمه برنامجاً يحاكى برامج الألعاب الفيديو جيم يمكنه التنبؤ بالتغيّرات المناخية فى أى منطقة بالعالم، طالما أن بياناتها المناخية صارت متوافرة، أهمية هذا البرنامج، ويدعى «كلايف»، تتمثل فى البحث عن حلول لمشكلات التغيّر المناخى فى المناطق المهددة، مثل جزيرة الأمير إدوارد فى كندا، أو الإسكندرية والدلتا فى مصر، وقد زار الباحث مكتبة الإسكندرية قبل عام، وألقى فيها محاضرة مهمة، عن التغيّرات المناخية المحتملة هناك، وقد يعود لإلقاء محاضرات أخرى، لكن المهم هو أن هناك برنامجاً دراسياً عن التغيّر المناخى سوف يكون متاحاً فى فرع الجامعة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأكد «علاء» أن الجامعة تخطط لشراء طائرة من دون طيار «درون» لكى تراقب حركة المد والجزر، خصوصاً أن هناك تآكلاً كل عام فى تربة الجزيرة الرملية، لكن الأمر يستلزم موافقة أمنية، خاصة أن الجامعة قريبة من مطار المدينة، وحينما يتم تسييرها ستكون هناك اتصالات بالمطار والأجهزة المختصة، عن الطائرة وبياناتها، ومَن الذى يستخدمها، وهناك بحث آخر نجح خلاله فريق طلابى فى اختراع «سنسور» يستطيع تقديم صورة دقيقة على عمق ثلاثة أمتار فى الأرض الزراعية، وبالتالى معرفة خصائص التربة وماذا تحتاج الجذور، وكمية المياه اللازمة، واللافت للنظر أنه يمكن للفلاح تحميل هذا البرنامج على هاتفه الجوال، والتحكم فى كامل العملية الزراعية وأدائها بالموبايل سواء فى عملية الرى أو الأسمدة. الوفد المكون من د. مجدى القاضى رئيس مجلس أمناء الجامعة، ود. عمرو الموجى، نائب عميد كلية العلوم والابتكار ومدير مركز البحث العلمى بالجامعة، زاروا أيضاً جامعة واترلو بمقاطعة أونتاريو بكندا لمناقشة سبل التعاون بين الجامعتين فى مجالات البحث العلمى، كان فى استقبال الوفد رئيس جامعة واترلو، د. فريدون حمدالله بور، ونائب الرئيس لشئون البحث العلمى د. جون طومبسون، اللذان أبديا ترحيباً بالتعاون مع جامعة كندا فى مصر، وأكد الوفدان أهمية التعاون فى مجالات بحثية تهم مصر وكندا كالطاقة والصحة والبيئة والأمن الغذائى والقومى. وجامعة واترلو فى تورنتو، تأسست فى قلب منطقة واترلو الواقعة وسط كندا. وبين التخصصات العملية والمؤسسات والمجتمعات، يحتل التعلّم التجريبى والعملى مكاناً مهماً فيها فى إطار بيئة بحثية مميزة، فالتعلّم الذى يتجاوز حدود الانضباط والحدود المؤسسية والدولية يشجع الطلاب على مواجهة التحديات الحقيقية بطرق جديدة ومبتكرة. كما أن إتاحة الفرصة للتعلم بطريقة ديناميكية تجذب أفضل الطلاب وأكثرهم تميزاً من جميع أنحاء كندا والعالم، ويبلغ حالياً عدد الطلاب المُسجلين بالبرامج الدراسية بالجامعة 31380 طالباً جامعياً ما بين الدوام الدراسى الكامل والجزئى، و5290 طالباً من طلاب الدراسات العليا ما بين الدوام الدراسى الكامل والجزئى. جولة ثالثة قام بها الوفد المصرى، كانت فى جامعة كارلتون التى تأسست عام 1942 فى أوتوا ككلية صغيرة ثم تحولت لجامعة عام 1952. وتقدم الآن أكثر من 65 برنامجاً فى مجموعة متنوعة من التخصصات تشمل الشئون العامة والصحافة والدراسات السينمائية والهندسة والتكنولوجيا الفائقة والدراسات الدولية. وتشتهر الجامعة بتفوقها فى مجالات الهندسة والتقنية. والتدريس فيها باللغة الإنجليزية. وتضم أعضاء هيئة التدريس أكثر من 2000 عضو يشرفون على تدريس أكثر من 23000 طالب قادمين من أكثر من 147 بلداً، وكان فى استقبال الوفد رئيس جامعة كارلتون د. بينوا - أنطوان بيكون، ونائب رئيس الجامعة د. جيرى طومبرلين، اللذان رحّبا بالتعاون مع جامعة كندا فى مصر وتفعيل مذكرة التعاون القائمة بين الجامعتين فى شتى المجالات. وفى خلال هذه الزيارة حضر الوفد المصرى اجتماعاً موسعاً مع ممثلى عدة كليات بجامعة كارلتون، ككلية الهندسة المدنية وكلية العلاقات الدولية وكلية الدراسات العليا، وقد أبدوا جميعاً اهتماماً كبيراً بالتعاون مع جامعة كندا. وكان من ضمن الحاضرين فى هذا الاجتماع المصرى د. رفيق جبران نائب رئيس جامعة كارلتون لشئون البحث العلمى، و المصرى د. عبدالحليم عمر، مدير برنامج الأمن الدولى وحماية البنية التحتية، وهو أحد برامج الدراسات العليا الذى تستضيفه جامعة كندا فى مصر من جامعة كارلتون. ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة المزيد من التعاون بين الجامعتين فى مجالات عديدة.