سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدينة الطالبات: شعارات تملأ الجدران.. وخلافات بسبب «تسلم الأيادى» مجموعة بنات بدّلن غرفهن بسبب الاختلاف السياسى.. وأخريات تعاطفن مع زميلاتهن فنزلن المظاهرات
سور طويل يمتد لعدة شوارع رئيسية لم تعد فيه مساحة لكلمة واحدة، حكايات سطرها أصحابها باللونين الأحمر والأسود، هنا حائط لم يخلُ من تكرار «سيسى خائن، سيسى قاتل»، بعضها قام رافضوها بشطبها بعلامة خطأ، وأخرى ما زالت واضحة للعين، بمتابعة الشعارات على طول السور تقودك إلى بوابة المدينة الجامعية لطالبات جامعة الأزهر، هنا حاول البعض ترك بصمة مختلفة، منها أن تملأ الفراغات بكلام لا يمكن شطبه، ومنها عبارات تدور حول «مصر أم الدنيا» وفقاً لما بدأته حملة البحث عن الهدنة بين الطرفين المؤيد للوضع الحالى والرافض له، فبعيداً عن السياسة سُطرت كلمات منها «بالعلم تنهض الأمم»، «القراءة سبيل التقدم»، «اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله»، وقبل أن تكتمل النصائح والمواعظ بجملة «اتقوا الله فى مصر» قطعتها جملة «يسقط حكم العسكر»، لتنتهى المواعظ ويبدأ الخلاف السياسى، وتختتم الكتابة بسؤال: «17 سنة سجن ليه؟». خلف أسوار المدينة الجامعية العالية، عالم يراه البعض أشبه بنموذج للحال المصرى ولكن بشكل مصغر، هنا غرفة واحدة تجمع مؤيدتين للسيسى ومؤيدة للرئيس المعزول وأخرى متعاطفة مع ضحايا رابعة، إجراءات أمنية مشددة يشهدها المدخل الرئيسى للمدينة الجامعية الرئيسية بالحى السادس والمدينتين الفرعيتين برابعة العدوية، ليس فقط لوجود كسر زجاج على حافة كل سور لإفشال أى محاولات للدخول أو الخروج إلا من البوابات الرئيسية، ولكن أيضاً بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة التى تم فرضها من خلال الالتزام بالدخول لحاملى «كارنيه» المدينة الجامعية فقط، ووجود سيدة بجوار مسئول التفتيش ترتدى ملابس خاصة بالأمن للتحقق من وجوه المنتقبات، ليصبح دخول المدينة لغير الطالبات المقيمات أمراً صعباً. بجوار البوابة الرئيسية وقفت سهير أحمد، الطالبة بكلية الآداب قسم لغة إنجليزية، تحكى يومياتها مع طالبات المدينة الجامعية، أبدت استياءها الشديد من الكتابة على الجدران والتى وصلت إلى حد كتابة تعليقات سياسية على أسوار السلم.. «لم يعد هناك مكان لكتابة حرف آخر بجوار السباب والشعارات التى ملأت كل ركن»، تتحدث الفتاة المنتقبة معبرة عن غضبها، تضيف: «كل هذا بخلاف الصراعات القائمة التى دائماً ما تبدأ بمجرد أن يتصل أحد على هاتف نغمته الرئيسية «تسلم الأيادى»، فى البداية شرحت سهير وجهة نظرها مؤكدة أنها لا تنتمى لأى تيار سياسى، ولكن على الجانب الآخر لم تنكر تعاطفها مع قتلى فض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة»، وهو ما جعلها تشارك فى إحدى المسيرات التى جمعت الطلبة والطالبات بالقرب من مسجد رابعة العدوية. كلمات سهير لم تختلف كثيراً عن زميلاتها إلا فى شكل انتماء كل طالبة، فبينما حاولت سهير أن تكون وسطية رغم انحيازها فى النهاية لمؤيدى الرئيس المعزول، فإن الخلافات خلف جدران المدينة أكبر وأعمق على حد قول سلوى سامى إحدى ساكنات المدينة، فتقول: «الخلافات داخل المدينة تحدث لأتفه الأسباب، هناك غرف تم تبديلها لعدم جلوس طالبة ربعاوية مع أخرى مؤيدة للسيسى، خاصة أن الأمر أدى إلى مشكلات عديدة، والإدارة تأبى أن تتدخل فى أى مشكلة حتى مشكلة الكتابات على الحوائط». حاولت إحدى زميلات «سلوى» مقاطعتها بلهجة شديدة، مؤكدة أن الأمور داخل المدينة الجامعية على ما يرام، ولا مشكلات إلا ببعض المواقف «التافهة» على حد قولها، وبررت نادية أحمد ذلك بقولها: «إحنا جايين من آخر الدنيا عشان ناخد شهادات ونتعلم وبس، فكرة إن فيه مشكلة سياسية ولاّ غيره إحنا مش طرف عشان نتدخل فيها، أنا من البحيرة وسلوى من كفر الشيخ وأميرة زميلتنا من الغربية، كل واحدة جاية مغتربة عشان تتعلم. تفاصيل الليلة التى تعيشها الطالبات دائماً ما تكون سبباً رئيسياً فى أحداث نهار اليوم التالى، فبينما يعتقد البعض أن ما يثار فى جامعة الأزهر والشوارع المجاورة هو وليد اللحظة، حاولت نور حامد، الطالبة بكلية الصيدلة، أن توضح التحضيرات الليلية للمسيرات والمظاهرات خلف أبواب غرف النوم فى المدينة الجامعية الرئيسية تحديداً، فى البداية حاولت التأكيد على تعاطفها الشديد مع الإخوان ومسيراتهم التى وصفتها ب«السلمية»، مؤكدة أن بداية نزولها المظاهرات جاء بعد إقناع إحدى الأخوات لها ولغيرها من المقيمات بالمدينة، وقالت: «فى أحد الاشتباكات التى دائماً ما تتسبب فيها نغمة موبايل سواء كانت تسلم الأيادى أو تتشل الأيادى، تجمعنا عند إحدى الغرف التى يحدث عندها الخلاف لتهدئة الطرفين إلى أن حضرت إحدى الناشطات وجلست تشرح لنا لماذا يجب أن نؤيد الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته، هكذا تحدثت الطالبة التى أكملت عامها العشرين منذ فترة، مؤكدة أن الكثرة تغلب الشجاعة، وكثرة عدد مؤيدى رابعة داخل المدينة الجامعية تؤكد أنهم على حق وفقاً لوجهة نظرها. الأخبار المتعلقة: المدينة الجامعية ل«الأزهر»: حشد بالنهار.. ومظاهرات بالليل نائب رئيس الجامعة: النائب العام وعدنا بإجراءات سريعة لإنهاء الأزمة وكيل كلية الهندسة: وكلنا محامياً للدفاع عن المحبوسين رغم القبض عليهم خارج الجامعة الإضراب بالإضراب يذكر: سلمية «عين شمس» تكسب عنف «الأزهر» طلاب «الهندسة» المُضربون: لن نؤدى الامتحانات.. إلا بحضور زملائنا المعتقلين اتحاد طلاب «الهندسة»: «خطوة تصعيدية» من أجل الإفراج عن الطلاب المعتقلين طلاب «عين شمس»: «الإضراب هو الحل»