أستاذ بأكاديمية الشرطة: معدلات الجريمة الجنائية في مصر طبيعية

قال العميد الدكتور عبدالوهاب الراعي، أستاذ العلوم الجنائية بكلية الشرطة، إن معدلات الجريمة الجنائية في مصر طبيعية، وفقا لإحصاء عدد السكان ومساحة مصر وحدودها المترامية والطبيعة الجغرافية والموروثات، مضيفا أن معدلات الجريمة في العالم في تزايد ومصر من أقل البلاد في الجريمة، فعلى سبيل المثال وقعت 100 جريمة قتل جنائي في لندن عاصمة المملكة المتحدة بريطانيا، منذ بداية عام 2018، رغم أنها دولة متقدمة.
الراعى:جهاز الأمن المصرى محل إشادة فى المؤتمرات العالمية
وأضاف الراعي، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن مدينة فيلادلفيا الأمريكية والتي تُعد خامس مدينة، من حيث عدد السكان في أمريكا وقع بها 149 جريمة قتل عام 2014 و180 جريمة في 2015، ومدينة ميامي ثاني أكبر مدن أمريكا من حيث المساحة وقعت بها 2216 جريمة سرقة في 2018 بالرغم من ارتفاع مستوى المعيشة والتكنولوجيا والتقدم بها.
ولفت أستاذ العلوم الجنائية بكلية الشرطة، إلى أن معدلات جرائم القتل الجنائي بمصر أقل من المعدلات الطبيعية في دول العالم المتقدمة، والتي تقع بها مابين 30 إلى 60 جريمة لكل 100 ألف نسمة سنويا، ومصر لم تصل لهذا العدد بالرغم من تخطي حاجز ال100 مليون في عدد السكان، وبالرغم من وجود تحديات ومشاكل كثيرة وأخرى خاصة بالإرهاب.
وقال إن ما يحدث من جريمة لا يمكن أن نُسمية ب"الظاهرة"، فهذا الوصف غير دقيق، والجهاز الأمني المصري محل إشادة من الأجهزة الدولية بشكل كبير حتى في المؤتمرات الدولية، على مستوى التنظيمات الفنية وغيرها.
الخلايا الاليكترونية تصور الجرائم على انها ظاهرة وهذا خطأ
وأوضح الراعي، أن كل جريمة لها ظروفها الخاصة، سواء المعطيات الشخصية أو الظروف المحيطة أو المؤثرات أو المسببات، وهناك جرائم مرتبطة بأسباب نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. تعاطى المخدرات، أو نشأة تربوية معينة، لكن في الإطار العام، لو وضعنا إجمالي هذه الجرائم لا يمكن أن نقارنها بجرائم تُرتكب بالعالم، بالرغم من وجود كيانات وأجهزة وجماعات تستثمر وجود بعض الجرائم ذات الطبيعة الخاصة الخارجة عن التقاليد المصرية لإعادة نشرها بهدف بث القلق والتشاؤم في المجتمع المصري، وإظهار أنها ظاهرة أو أمر يثير القلق، ما يجعل المواطن يشعر بالقلق، فضلاً عن أن الخلية الإليكترونية النشطة التابعة لتلك الجماعات تعمل بشكل كبير، على إعادة بثها للناس بشكل مبالغ فيه، حروب الجيل الرابع تعمل على هذا، يأتون بواقعة حقيقية ويصورونها على أنها ظاهرة بالرغم من أنها فردية.
وواصل الراعي حديثه، بأن إحصائيات الأمم المتحدة تؤكد أن مصر من الدول الأقل في معدلات الجريمة، ولا يوجد جدال بأن الارهاب له تأثير على معدلات الجريمة الجنائية، حيث أن مواجهته تتطلب إجراءات معينة وتضاعف الجهود من الأجهزة المختلفة، وهناك بعض المجرمين يستفيدون بشكل نسبي.
وتابع: الإرهاب له تأثير كبير على الدولة بالتالي فإن جهاز الأمن، يركز على مواجهة الأخطر، بينما يستفيد الأقل خطورة، حيث من المتوقع أن تزداد نوازعه الإجرامية، ظنا أنه سيفلت، لكنه يفاجئ بيقظة الأجهزة، وبمراجعة جهود الضبط الاخيرة للأمن العام في مواجهة الجريمة، وجد أنها كبيرة، في مجال الجريمة الجنائية، السرقة والخطف والقتل، والاعتداء.
كما أكد وجوب تعليم الثقافة الأمنية في المؤسسات التربوية والمناهج للنشء والشباب، لأهميتها في تنمية الوعي الأمني، بمختلف أنماطه كمرتكز مهم في تنمية الوعي العام، مشيراً إلى أهمية دور المجتمع المدني، في المشاركة بتنمية الثقافة، وتوعية المواطنين بمسألة المشاركة الأمنية في التواصل المعلوماتي مع المؤسسات الأمنية، ولا سيما أن هناك لدى الكثير من المواطنين السلبية الموروثة في هذا الشأن، بالاضافة إلى أهمية وعي المواطنين بتركيب كاميرات المراقبة على المنازل والمنشآت.