فى أول أيامها بالكلية، خرجت أميرة من منزلها بالهرم إلى جامعة القاهرة، مشاعرها تجمع بين الفرح بملابسها آخر موضة وحذائها اللامع وشنطتها الجديدة وحرية سنة أولى جامعة، والقلق من فراق صديقاتها المقربات بعد أن قضت معهن أكثر من 12 سنة بالمدرسة. بخطوات ثابتة دخلت الجامعة، مرّت على القبة والساعة التى طالما رأتها فى الأفلام حتى وصلت إلى كليتها، وبعد انتهاء اليوم الدراسى حدث ما لم تتوقعه أميرة، إذ تفاجأت بزميل لها يتعرى أمامها داخل الحرم الجامعى فى شارع هادئ خلف كلية دار العلوم، انتابتها حالة هستيرية من البكاء وجرت فى شوارع الجامعة، وكأنها تريد أن تهرب من هذه الجامعة، وصلت إلى منزلها فى حالة سيئة، وظلت تبكى 3 أيام حتى إن والدتها عرضتها على طبيبة نفسية. روت أميرة قصتها بخجل قائلة: «رغم مرور الوقت على ما حدث، فإننى أشعر بكراهية للجامعة، ولا أريد أن أذهب إلا فى أضيق الحدود، كما ينتابنى شعور بانقباض القلب كلما تذكرت هذا الموقف، ومن يومها لا أريد أن أتحدث إلى أى من زملائى بالكلية». وتضيف الطالبة المستجدة: «أعلم أن التحرش جريمة تُرتكب كل يوم فى حق المصريات، وكم من المواقف التى تعرضت لها زميلاتى وصديقاتى، ففى إحدى المرات تعرضت صديقتى لموقف؛ كانت فى الشارع، وجاء ولد يركب دراجة وضربها من الخلف بمنتهى قلة الأدب، وأحست وقتها بالاشمئزاز، وأصابها الموقف بحالة بكاء هستيرى، وقالت إنها عندما كان المارة يحاولون مساعدتها لم تكن تعلم ماذا تقول لهم». وتابعت: «نعلم جميعاً أن التحرش يتم بشكل شبه يومى فى مترو الأنفاق، ففى يوم من الأيام، وبعد نزولنا من عربة السيدات تجمّع طلاب مدارس الإعدادية بأعداد كبيرة ينتظرون أن تمر السيدات بجوارهم لصعود السلم الخاص بالخروج، وبدأوا التحرش بالفتيات. فأنا غير مغيبة، وتعرضت لمعاكسات ومضايقات كثيرة، لكنى لم أتوقع أن يحدث لى ذلك فى الجامعة، حيث شعرت وقتها بالذهول، ولا أعرف كيف أتصرف مع هذا الموقف داخل الحرم الجامعى؟»! الأخبار المتعلقة: «سناء»: «مش لاقية أصرف على ولادى والناس ما بترحمش ومش سايبانى فى حالى» «سعاد»: زوجى «الإخوانى» طلقنى بسبب «السيسى» «هويدا» من «سجن الإيدز»: زنزانة «العار» أصعب حاجة فى الدنيا «إيمان» عن «الختان»: توقف النزيف والكآبة لم تتوقف «نورا»: زوجى «السادى» أجبرنى على اللجوء إلى «الشارع» 6 حكايات تكسر «حاجز الصمت» فى اليوم العالمى للعنف ضد المرأة: «عنف.. ختان.. وتحرش»