شهدت العاصمة الأوكرانية مواجهات اليوم، بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على تراجع الحكومة عن التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، ووقعت المواجهات إثر تجمع ضم عشرات الآلاف في ساحة الاستقلال في كييف تلبية لنداء المعارضة التي أرادت التنديد بتخلي الحكومة عن هذا الاتفاق تحت ضغط روسي. وحاول عدد من المتظاهرين خرق حاجز للشرطة أمام مقر الحكومة المجاور للساحة ورشقوا بالحجارة عناصر الشرطة الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع. وسرعان ما عاد الهدوء إلى المكان ولم يتم اعتقال أي متظاهر. ومن جانبهم، يؤكد منظمو التظاهرة أنها ضمت نحو مئة ألف شخص، في حين تقول الشرطة إن المشاركين فيها كانوا نحو عشرين ألفا، ورفع المتظاهرون أعلام أوكرانيا والاتحاد الأوروبي ولافتات كتب عليها "أحب أوروبا". وفي خطوة مفاجئة تراجعت الحكومة الأوكرانية الخميس الماضي، عن المفاوضات حول اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي وفضلت الالتفات إلى جارتها الكبيرة روسيا، في قرار سارعت المعارضة إلى التنديد به واعتبرته أوروبا خطأ استراتيجيا، ودعت يوليا تيموشنكو، رئيسة الوزراء السابقة وخصم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الجمعة مواطنيها إلى الاحتجاج في الشوارع ضد التخلي عن ذلك الاتفاق الذي كان متوقعا التوقيع عليه خلال قمة الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي في 28 و29 نوفمبر. وحذرت تيموشنكو التي تقضي حكما بالسجن سبع سنوات بتهمة استغلال السلطة، وتعتبره انتقاما سياسيا، يانوكوفيتش من أنه يرتكب خطأ حياته وذلك في رسالة وجهتها إلى الرئيس نقلها محاميها، مضيفة "تظن أنك ستواصل الخداع والابتزاز واللعب" بين روسيا والاتحاد الأوروبي وحذرته من أنه سيبقى معزولا أمام موسكو.