بالتأكيد ليست دعوة للإدمان أو تشجيعا له لا سمح الله، ولكنها كشف لما يصر بعض شيوخ التيارات المتدينة -التى تتظاهر بأنها تتبع صحيح الدين- على إكساب «البانجو» تلك الصفة «الحلال» لتبرير تعاطيهم له، إذ لا يمكن أن تصدر تلك الفتاوى -التى تعبر عن «دين أبوهم» الذى يتبعونه ولا يعرفه عموم المسلمين- إلا عن عقول مغيبة عن الواقع ولا تدرك ما يحيط بها!! فى دراسته تحت عنوان «الفتوى الضالة عن الإخوان والسلفيين» كشف الدكتور سيد زايد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عن مدى غياب عقول بعض «شيوخ المتدينين» الذين أطلقوا 51 فتوى فى زمن «غير المأسوف» على حكمه: المعزول مرسى، وهى الدراسة التى نشرتها الزميلة «المصرى اليوم» فى صفحتها الأولى يوم السبت الماضى. «فتاوى البانجو» هذه أجازت للمرأة الكذب على زوجها من أجل السياسة «لأنه كذب أبيض» على حد قولهم، ليضيفوا «السياسة» إلى مثلث الكذب الأنثوى الشهير «الخياطة والكوافير ودكتور الأسنان».. ولمَ لا؟ فقد اعتادوا تحريم الحلال وتحليل الحرام بما يحقق مصالحهم دون النظر إلى ما يتبع صحيح الدين ويراعى أحكام الشريعة!! ويتناقض «شيوخ الترامادول» مع أنفسهم إذ أجازوا للمرأة النزول مع أطفالها فى المظاهرات كدروع بشرية لحماية «رجال الجماعة» باعتبار أن ذلك جهاد فى سبيل الله، على الرغم من أن فتاواهم السابقة اعتبرت أنه حتى صوت المرأة «عورة» فما بالنا بنزولها واختلاطها بالرجال فى «هوجة المظاهرات» وما أدراك ما يحدث فى مظاهرات «أصحاب اللحى»!! الأمر لم يقف عند هذا الحد بل إن «إخوان الباطنية» رجعوا بنا إلى عصور الجوارى والعبيد، إذ أباحوا للمرأة المطلقة شراء «عبد» ولا يدفع مهرا لها ليتزوجها.. ويبدو أن «برشام أبوصليبة» لم يتح لهؤلاء الشيوخ والإخوان أى فرصة لأن يستوعبوا أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين وليس وقت «أبولهب»..!! وعلى الرغم من أن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أوصانا بطلب العلم ولو فى الصين إلا أن «فتاوى الكيف» حرمت على الطالبات الخروج للدراسة لمسافة 25 كيلومتراً، ولا أدرى سر تحديد تلك المسافة، اللهم إذا كانت أى خطوة بعدها تمثل بداية طريق «الرذيلة»!! فى فتاواهم العجيبة حرّم «الترامادوليون» -نسبة إلى الترامادول- على المرأة تشغيل جهاز «التكييف» فى غياب زوجها لأنه يعطى إشارة للجيران بوجودها فى المنزل ويستطيع أحد الجيران أن يزنى بها «حسب الفتوى»!!.. ولا أدرى لماذا التكييف تحديداً.. وهل إذا أضاءت المرأة أنوار شقتها أو أقدمت -لا سمح الله- على تشغيل الراديو أو التليفزيون، ألن يعطى ذلك إشارة للجيران بوجودها فيزنى بها أحدهم؟!.. طبعا بعد التسليم بأن كل جيران أى امرأة هم من الذئاب البشرية وأن كل امرأة توجد وحدها فى المنزل هى «إرما لا دوس»..!! أغرب فتاوى «مساء الفل» هى تحريمهم نزول المرأة البحر حتى ولو كانت محجبة أو منتقبة؛ إذ اعتبروا أن ذلك يعد «زنى» باعتبار أن البحر ذكر -«آه والله هكذا قالت الدراسة»- وأنه بدخول الماء إلى أماكن حشمتها تكون «زانية» ويقع عليها الحد!!.. بهذا المفهوم يكون نزول المرأة حتى إلى «الترعة» حراما على الرغم من أن الترعة «أنثى» لأنها فى هذه الحالة ستصبح من «المثليات السُحاقيات»!!.. أما الرجال فهم محرومون -وفق الفتوى- أيضاً من نزول «البحر» وإلا أصبحوا من «قوم لوط»، والترعة وإلا كانوا «زانين»!!.. لعن الله «البانجو وسنينه»!!