سيطرت الهتافات المنددة بالإرهاب وبجماعة الإخوان المسلمين المحظورة على قريتى سنتماى وبشالوش مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية أثناء تشييعهم لجثمان الشهيد رياض محمد رياض الديب «21 سنة»، أمس، والذى استشهد خلال الحادث الإرهابى الذى استهدف عناصر الجيش بمنطقة «الشلاق» بين رفح والعريش، وهتف المشاركون فى الجنازة «الإخوان كفرة.. الإخوان كفرة». وقف الأهالى عند مدخل قرية سنتماى فى انتظار وصول الجثمان حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، حيث وصل الجثمان فى موكب مهيب تتقدمه سيارة الشرطة العسكرية، وهتف الأهالى «الله أكبر.. الله أكبر»، وهرولوا خلف السيارات حتى مدخل مسجد المحطة وسط كتل بشرية كبيرة ظلت تتدافع نحو الشهيد لينالوا شرف حمل جثمانه، ومع شدة التدافع تدخّل جنود لشرطة العسكرية وطالبوا الأهالى بالتراجع قليلاً حتى يتمكنوا من إخراج الجثمان من سيارة الإسعاف، وتعالت الصيحات: «يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمّل الكفاح»، مع حمل جنود الشرطة العسكرية لجثمان الشهيد ملفوفاً بعلم مصر. وأدى الآلاف صلاة الجنازة عليه، ودخل المصلون فى بكاء هستيرى، فمع كل تكبيرة تعالت أصواتهم خلف الإمام «الله أكبر»، وكأنها تكبيرات العيد، ثم خرجوا من المسجد فى مشهد مهيب شارك فيه الآلاف وهم يرددون فى صوت واحد: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله» و«الإخوان الكفرة»، و«يا شهيد نام.. واتهنا واستنّانا على باب الجنة»، و«لا إله إلا الله.. والإخوان أعداء الله». وبعد الوصول للمقابر، بكت أم الشهيد بكاء هستيرياً وهى تقول: «كنت منتظرة أزفّك لعروستك يا رياض.. زفّيتك لآخرتك.. قتلوك الكفرة، ربنا ينتقم منهم وأشوف فيهم يوم.. مع السلامة يا ابنى»، ثم سقطت الأم مغشياً عليها أمام المنزل والتفت النساء حولها فى محاولة منهن لإفاقتها. وعاد الأهالى من المقابر فى مظاهرة حاشدة ضد الإرهاب والإرهابيين وهم يرددون هتافاً واحداً فقط: «الإخوان الكفرة» وأعلنوا عن تظاهرة حاشدة أمام بيت الشهيد لعزاء أسرته، وقال محمد رياض، والد الشهيد: «ابنى كان من أفضل الشباب ويعرفه كل أهالى القرية بأخلاقه، وآخر مرة شُفته فيها كان من أسبوع وكان مسافر للجيش وطلب منى 100 جنيه وسافر ولم أسمع صوته من بعدها وحسبى الله ونعم الوكيل وربنا يعوض علىّ». وأضاف يحيى عامر إبراهيم، خال الشهيد: «كان يخدم فى القوات المسلحة بالإسماعيلية وتم إرساله إلى سيناء فى مأمورية فوقع الحادث الإرهابى هناك، وفوجئت بأصحابه يتصلون بى ليخبرونى بأن رياض قد مات ويبكون بكاء شديداً، وأشار إلى أن الشهيد فى آخر زياراته للقرية «جاء وجلس معى وكان لا يريد أن يمشى، وقال لى أنا عاوز أقعد معاك شوية، وشعرت وقتها أن بداخله شىء لكن لا يريد أن يقوله وغادر القرية لقدره».