عادت المواجهات، أمس، مجدداً إلى محيط ميدان التحرير، ونشبت اشتباكات عنيفة بين متظاهرى القوى الثورية ومؤيدى ثورة 30 يونيو، أثناء فعاليات إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، فيما طارد الأهالى أنصار «المحظورة» وحلفاءهم فى العديد من المحافظات. وبدأت الاشتباكات فى الميدان بمشادات بين بعض من القوى الثورية، الذين تظاهروا للمطالبة بحقوق شهداء ثورة يناير، وأنصار «السيسى» الذين كانوا يحتفلون بعيد ميلاده داخل الصينية، استخدموا خلالها الحجارة، وطارد متظاهرو القوى الثورية مؤيدى «السيسى» حتى ميدان عبدالمنعم رياض لتتدخل قوات الأمن، وتطلق الغاز للفصل بينهم. كان المئات قد احتشدوا فى شارع محمد محمود، ونصبوا المنصة الرئيسية، ومكبرات صوت لتشغيل الأغانى الوطنية والثورية، وجددوا الرسوم الجرافيتية على جدران الجامعة الأمريكية، مرددين: «اوعى تنسى وخليك فاكر.. الداخلية قتلت جابر»، و«عيش حرية.. تطهير الداخلية»، وقال مصطفى الحجرى، المتحدث الإعلامى لحركة 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية»: «لن نسمح للإخوان والعسكر والفلول باستغلال ذكرى الأحداث». وكان من المقرر -حتى مثول الجريدة للطبع- أن يبدأ التجمع الرسمى للقوى الثورية لإحياء الذكرى فى ميدان طلعت حرب فى الخامسة مساءً ب«النعوش والأكفان»، على أن تنتهى الفعاليات فى العاشرة مساءً. وشكل المتظاهرون لجاناً شعبية بزى موحد، عبارة عن «تى شيرت أسود مرسوم عليه إشارة 3 أصابع»، وانتشروا على مداخل الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية، منعاً لنشوب أى اشتباكات، وعلق المتظاهرون لافتة: «ممنوع دخول الإخوان والعسكر والفلول» على مدخل شارع محمد محمود. وشهد إحياء ذكرى محمد محمود فى المحافظات اشتباكات أيضاً، ففى المنوفية، تبادل متظاهرون مؤيدون للجيش والشرطة التراشق بالحجارة، مع مسيرة لحركة «6 أبريل» أمام ديوان عام المحافظة، وتدخل الأمن لفض الاشتباكات، وقال محمد كمال، منسق حركة 6 أبريل بالمنوفية، إن 11 ناشطاً من الحركة أصيبوا. وفى الغربية، توافد الشباب والقوى والحركات الثورية على ساحة الشهداء بمدينة طنطا، فيما أعاد العشرات من شباب الثورة رسم الجرافيتى بميدان الشهداء، فى المنصورة، كما انطلقت مظاهرة كبيرة لشباب الجامعات عبر شارع الجمهورية واستقرت فى الميدان. وفى البحيرة، طارد الأهالى أنصارَ الرئيس المعزول محمد مرسى، خصوصاً بعد الاشتباكات التى شهدها ميدان الساعة فى دمنهور ليلة أمس الأول، بينما حدثت مناوشات بين الشباب المنظمين لفعاليات ذكرى محمد محمود وبعض أنصار «الإخوان»، فى ميدان الثورة بكفر الدوار. من جانبه، قال اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية، إن الوزارة دفعت بعدد كبير من قوات الأمن المركزى والعمليات الخاصة فى محيط الوزارة وتم توزيع عدد كبير من القوات على كمائن تم نصبها فى مداخل ميدان التحرير لتأمين الاحتفالات بذكرى أحداث محمد محمود، وسنواجه أى مخالفات أو تجاوزات بالقانون، مشيراً إلى أن القوات تمكنت من السيطرة على الاشتباكات التى حدثت بالميدان.