تكثف أجهزة الأمن فى وزارة الداخلية جهودها لكشف تفاصيل اغتيال المقدم محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطنى، المسئول عن ملف التطرف والإخوان فى الجهاز، الذى انتهت حياته مساء أمس الأول على يد ميليشيات إرهابية بالقرب من منزله فى مدينة نصر، وكشفت التحريات والتحقيقات أن مجموعة مسلحة بالبنادق الآلية تربصوا للمجنى عليه أثناء خروجه من منزله بشارع نبيل لوقا، القريب من منطقة الوفاء والأمل، وحاصروه بسيارتين «ملاكى» بدون لوحات معدنية «حمراء وصفراء» ثم أطلقوا عليه وابلا من الرصاص، وفروا هاربين من مسرح الجريمة بعد تأكدهم من سقوط الضحية غارقا فى دمائه. وطاردت أجهزة الأمن السيارتين وتتبعت خط سيرهما واستجوبت العشرات من شهود العيان وسكان المنطقة للوصول إلى خيوط تقود إلى المتهمين. وقال اللواء جمال عبدالعال، مدير مباحث العاصمة، ل«الوطن»: إن الجناة صنعوا «كماشة» للشهيد وأطلقوا عليه النيران فى شارع مظلم أثناء وجوده بالسيارة، وأنه تم نشر مجموعات قتالية وكمائن متحركة فى جميع أنحاء القاهرة لضبط الجناة، واصطحب فريق المباحث شابين من شهود العيان للاستماع لأقوالهما حول ظروف الاغتيال لانهما يعملان فى نفس الشارع الذى شهد الجريمة، وحضر فريق النيابة العامة وأجرى معاينة لجثة الشهيد والسيارة باستخدام أضواء الهواتف المحمولة وكشافات إضاءة، وصرحت النيابة بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، كما طالبت باستخراج طلقات الرصاص من جسد الضحية لمعرفة نوع السلاح المستخدم وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وصرح مصدر أمنى بأن أجهزة الأمن وردت إليها معلومات منذ فترة بقيام مجموعة إرهابية تقوم باستهداف ضباط جهاز الأمن الوطنى، بالإضافة إلى قيادات من وزارة الداخلية، وأن البعض منهم قام بتغيير محل إقامته خوفا على حياته، ووقعت حالة من التذمر بين ضباط وزارة الداخلية فى مديريتى القاهرة والجيزة بسبب حادث الاغتيال مؤكدين أنه يجب ضبط مرتكبى الجريمة ومن قام بإمدادهم بمعلومات عن الضباط وعناوين عملهم. انتقلت «الوطن» إلى مسرح الجريمة بشارع نجاتى سراج المتفرع من شارع الوفاء والأمل خلف السراج مول بمدينة نصر، واستمعت لأقوال شهود العيان وضباط من فريق البحث الجنائى بالقاهرة، الذى أشرف عليه اللواءان أسامة الصغير، مساعد الوزير لأمن القاهرة، وجمال عبدالعال، مدير المباحث العامة، وسادت حالة من الهدوء والخوف وأغلق الجميع أبواب منازلهم ومحلاتهم التجارية، وفى وسط شارع نجاتى سراج تجمع العشرات من الضباط والمجندين حول سيارة الشهيد محمد مبروك، سيارة سوداء اللون، بها أكثر من 30 طلقة من الزجاج الخلفى والجانب الأيمن، وكانت جثة الضحية بداخلها حتى حضور سيارة الإسعاف وتم نقلها إلى مشرحة مستشفى الشرطة بمدينة نصر، وتبين من تحريات رجال المباحث أن الضحية يسكن على بعد 700 متر من مسرح الجريمة وأنه نزل من منزله متوجها إلى عمله بالمبنى الإدارى بالجهاز، وأن الجناة طاردوه منذ فترة وعلموا بخط سيره، وأضافت التحريات أنهم كانوا ملثمين واستغلوا انقطاع الكهرباء فى الشارع وحاصروه ثم أطلقوا الرصاص عليه ولم تستغرق الجريمة 5 دقائق، وأن الضحية لم يستطع الدفاع عن نفسه أو محاولة الخروج من السيارة للهرب، وقال اللواء جمال عبدالعال، مدير مباحث العاصمة، إن المتهمين تابعون لمجموعة إرهابية تستهدف الضباط، وإن الجناة استخدموا بنادق آلية خزنتها 56 طلقة، ونفى «عبدالعال» ما تردد حول قيام أجهزة الأمن بمطاردة الجناة فى شوارع مدينة نصر وتبادل إطلاق النيران وأن فريق البحث تمكن من تحديد مواصفات السيارتين وتم نشرها على الكمائن المتحركة. وقال مصدر أمنى إن أجهزة الأمن وردت إليها معلومات منذ فترة تفيد بقيام ميليشيات إرهابية سوف تستهدف ضباط جهاز الأمن الوطنى وبعض قيادات الداخلية، بقصد الانتقام، وأن تلك المجموعات تابعة للجهاديين التكفيريين الموجودين فى سيناء والعائدين من دول أجنبية بعد ثورة 25 يناير، وأن جهاز الأمن الوطنى رصد ما يقرب من 9 جهاديين موجودين داخل القاهرة من تلك العناصر الإرهابية، ورجح المصدر الأمنى أن مرتكبى الحادث هم تابعون لنفس الخلية الإرهابية التى حاولت اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، واصفها بالخلية العنقودية، وأن الجناة أطلقوا ما يقرب من 25 طلقة على المجنى عليه أصابته 7 طلقات. بينما قال شهود عيان ل«الوطن» إنهم شاهدوا الضابط يمر من أمامهم بعد خروجه من منزله وتوجه إلى مسرح الحادث وطاردته السيارتان وتجاوزته السيارة الحمراء ثم أطلق اثنان ملثمان من داخل سيارة صفراء النيران، ولاذوا جميعا بالفرار، بينما قال شاهد عيان، حضر إلى رجال الشرطة يعمل مهندسا ومقيم بعقار مجاور لمسرح الحادث، إن جماعة الإخوان كانت تنظم مسيرة قبل الحادث بنصف ساعة تقريبا، واحتشدوا أمام مبنى السراج مول وهتفوا ضد قيادات الداخلية والجيش وطالبوا بالإفراج عن قيادات الإخوان، وأضاف الشاهد أنهم انقسموا وتوجه ما يقرب من 300 شخص إلى مسرح الحادث، وكان الضحية يسير خلفهم بسيارته، وبعد مرورهم وقعت الجريمة. وكانت أجهزة الأمن فى وزارة الداخلية قد تلقت بلاغا باغتيال المقدم محمد مبروك، مسئول عن ملف التطرف فى الجهاز، وأيضا مسئول ملف الإخوان، وأنه شاهد رئيسى فى قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، وساهم فى القبض على عدد من قيادات الإخوان الهاربين فى القاهرة والمحافظات، بينهم الشاطر وبديع والعريان والبلتاجى. الأخبار المتعلقة: بروفايل| شهيد الأمن الوطنى شاهد على هروب «مرسى» خبراء عسكريون: بداية مرحلة الاغتيالات التى فضحها «مرسى» فى تسجيلات «الوطن» «حجازى»: «الإخوان» عادت للنظام السرى.. ووضعت «قائمة اغتيالات» للمعارضين مصادر قضائية: جهات التحقيق استمعت لأقوال «الشهيد» فى «تخابر مرسى» جنازة مهيبة لشهيد الأمن الوطنى.. ووالدته تصرخ فى وزير الداخلية: «عايزة تار ابنى» «الجماعة» تحتفى باغتيال شهيد «الأمن الوطنى» وإسلاميون: التنظيم بدأ مسلسل الاغتيالات خبراء وسياسيون: «مرسى» و«الإخوان» يتحملان المسئولية ميليشيات الإخوان ترد على اتهامها باغتيال «مبروك» ب«السكوت علامة الرضا» التحقيقات: 2 من المتهمين عطلا الشهيد والباقون أطلقوا عليه النار