يشارك الأزهر الشريف ودارالإفتاء، بوفد رفيع المستوى، في فعاليات المنتدى الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمدينة فيينا، والذي ينظمه مركز الملك "عبدالله" للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ابتداء من الغد ولمدة يومين. ويضم الوفد كلًا من: الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، والدكتور محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور إبراهيم نجم عن دار الإفتاء. ويشارك في المؤتمر 500 ممثل من 90 دولة عن كل الديانات والكنائس المختلفة والطوائف اليهودية والديانات الآسيوية، ويناقش كيفية دعم حوار الأديان وخدمة الإنسانية والتصدي للتطرف والإرهاب والصراعات العرقية والدينية في العالم. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر ورئيس الوفد، إن "الأزهر يدعم كل جهود الحوار ومهتم بأوضاع المسلمين في العالم كله، ومنفتح على كل الحضارات، حيث تتواجد بكل دول العالم جاليات إسلامية، ولابد أن يساعدها الأزهر؛ فالإسلام يستطيع التعايش مع أصحاب أي دين أو ملة طالما لا يوجد اعتداء على حقوق الآخر أو التدخل في شأنهم الداخلي". وأكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن "التعايش بين الأديان يستلزم التصدي لظواهر التعصب والإسلاموفوبيا، والتي زادت وتيرتها في العديد من وسائل الإعلام الغربية التي لا تبرح في وصف الإسلام بالرجعية والإرهاب"، مشددا أن هذه الموجات العدائية من شأنها أن تعرض كل جهد يبذل في مجال التقارب والتعايش للخطر بأن يفقده جدواه ويفرغه من مضمونه، مشيرًا إلى أنه سيركز على عرض الصورة السمحة للإسلام وسعيه للحفاظ على السلم الاجتماعي والمشاركة في بناء الحضارة. جدير بالذكر أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن عددًا كبيرًا من الجلسات العلمية وورش العمل والحلقات النقاشية، يشارك فيها نخبة من القيادات الدينية وخبراء التربية والتعليم من أكثر من 90 دولة، على اختلاف دياناتها وثقافاتها، وتناقش المحاور صورة الآخر وأثرها في نجاح الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ودور المنظمات الدولية في علاج أوجه القصور والتشويه في صورة الآخر بين أتباع الأديان والثقافات، وأفضل الممارسات والتطبيقات في السياسات التعليمية، بالإضافة إلى صورة الآخر ضمن سياق النظرة التاريخية، وسبل الاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم صورة موضوعية صادقة عن الآخر لدى أتباع الأديان والثقافات كافة.