وصلت المواد الغذائية والمساعدة الطبية أخيرا، اليوم، إلى الناجين اليائسين، من الإعصار الذي أسفر عن آلاف القتلى في وسط الفيليبين، لكن منظمات إنسانية تحذر من ضخامة التحدي اللوجستي للوصول إلى المناطق النائية. وفي أعقاب واحد من أعتى الأعاصير التي ضربت اليابسة، ورافقته رياح فاقت سرعتها 300 كلم في الساعة وأمواج زاد ارتفاعها عن خمسة أمتار، بدت أعمال الإغاثة ضئيلة حيال حجم الإعصار الذي خلف أعدادا كبيرة من الناجين في العراء من دون ماء ولا مواد غذائية ولا كهرباء. لكن المساعدة بدأت تنتظم أخيرا وتصل إلى المحتاجين بعد أكثر من أسبوع على الإعصار، بفضل حاملة الطائرات الأميركية جورج واشنطن التي انطلقت منها حركة ذهاب وإياب دؤوبة لمروحيات وطائرات نقلت براميل الماء والمواد الغذائية إلى تاكلوبان، من أكثر المدن تضررا، وإلى مناطق نائية. ومنذ وصول الأسطول الأميركي المؤلف من ثماني سفن مساء الخميس الماضي، أعلن الجيش الأميركي أنه نقل 118 طنا من المواد الغذائية وماء وخيما، وأجلى 2900 شخص. وتسلم أكثر من 170 ألف شخص من جهة أخرى حصصا غذائية من الأممالمتحدة، ويأمل الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود في أن تصل إلى تاكلوبان في جزيرة ليتي قبل نهاية الأسبوع وحدات عملانية متحركة لإجراء العمليات الجراحية، فيما تعرض للتدمير نصف التجهيزات الطبية في المناطق المتضررة. لكن المتحدث الإقليمي باسم الصليب الأحمر باتريك فولر قال أمس إن "من الضروري نقل مساعدات كبيرة إلى هذه الأماكن. فالناس ليس لديهم فعلا أي شيء. والمال لا يفيدها". وهذا ما أكدته بياتريس بيسكيرا (91 عاما) في تاكلوبان. وقالت "لدي المال.. لكن لا أستطيع أن آكل مالي". وأضافت "أحتاج إلى الأدوية، لكن ليس هناك صيدلية مفتوحة. أنا جائعة، والمواد الغذائية التي كنا نخزنها قد نفدت". من جهة أخرى، استخدم أطباء يابانيون، أتوا لمساعدة ضحايا الإعصار في تاكلوبان، أجهزة للأشعة موصولة بألواح إلكترونية، وذلك للمرة الأولى خلال كارثة طبيعية، كما قال متحدث باسم الفريق اليوم. وتتيح هذه التكنولوجيا التي طورت بعد التسونامي الذي ضرب اليابان في 2011، للأطباء أن يروا على الفور داخل المصابين وتكبير الصورة من خلال الحركات الكلاسيكية للوحة تشغل باللمس. وسط هذه الأهوال، ما زال من الصعب وضع حصيلة دقيقة للضحايا. وتحدثت الحصيلة الأخيرة للحكومة عن 3633 قتيلا و1179 مفقودا و12،500 مصابا. وكانت الأممالمتحدة تحدثت أمس عن 4460 قتيلا. وتأثر حوالي 13 مليون شخص من جراء الإعصار، منهم 1.9 مليون تهجروا و2.5 مليون ما زالوا يحتاجون إلى مساعدة غذائية عاجلة، كما أفاد بيان للأمم المتحدة اليوم.