«العمل بروح الجماعة»، شعار يرفعه الباحثون والدارسون فى معامل علوم المواد النانوميترية بمدينة زويل العلمية، فالعالم هو الأب العلمى لهذه التكنولوجيا فهم يتشاركون حلمهم بتحقيق نهضة علمية حقيقية فى مصر خلال السنوات القليلة المقبلة، من خلال جيل من شباب العلماء يضع مصر على خريطة العالم العلمية. هذا ما لمسته «الوطن» خلال جولة لها فى المعامل، برئاسة الدكتور إبراهيم الشربينى، مدير المركز، الذى يشرف على العديد من المشروعات البحثية الجديدة التى يعمل الطلاب على تنفيذها فى الوقت الحالى وتخدم علوم «النانو تكنولوجى»، من أجل حل العديد من مشكلات المجتمع وتحسين الإنتاجية. من بين المشروعات التى يعمل عليها المركز، على سبيل المثال، الانتهاء من تحويل عقار الأنسولين لمرضى السكر إلى حبيبات تؤخذ عن طريق الفم، بدلاً من الحقن، وقد قارب على الانتهاء بنسبة 70%، بجانب «الضمادة الذكية» التى تعالج جروح مرضى السكر فى أسرع وقت، دون وجود أى أعراض أو آلام يتعرض لها المريض، بالإضافة إلى الانتهاء من معالجة سماد اليوريا الذى ينتظر الموافقة النهائية من «البحوث الزراعية». الطلاب: المواد اللازمة لأبحاثنا تحتجز فى الجمارك بالشهور.. ونحتاج دعماً مادياً ومعنوياً ويقول منير بسيونى، الباحث فى مركز أبحاث علوم مواد النانو بمدينة زويل، والحاصل على بكالوريوس علوم جامعة المنوفية قسم الكيمياء: «إن الفريق المكون تحت ريادة وقيادة الدكتور إبراهيم الشربينى، مدير مركز النانو تكنولوجى، يعمل بصورة متصلة وجماعية لإنجاز أبرز الأبحاث والدراسات التى تفيد المجتمع، مشيراً إلى أن الفريق نجح حتى الآن فى تطوير عدد من مواد «النانو ماتيريل» ما ساعد فى اكتشاف وابتكار الضمادة الذكية، وتطوير علاج الأنسولين لمرضى السكر، وابتكار لاصقة ذكية لعلاج مرضى العيون. وأضاف «بسيونى» أنه تقدم لمدينة زويل بعد أن رأى فى العالم المصرى الدكتور أحمد زويل، قدوة له فى أن يصبح إنساناً خادماً لمجتمعه ووطنه، مشيراً إلى أن تدريس «علوم النانو» هنا يختلف عن بقية الجامعات، من خلال ربط المواد بالعلوم التطبيقية، وعبر ترجمة المعادلات العلمية إلى تطبيقات مباشرة، مؤكداً أن هذا ما يميز مدينة زويل. وتابع: «المدينة تدعم الباحثين فى شتى التخصصات، بالإضافة إلى أن جميع الأجهزة والإمكانيات متاحة، من أجهزة البوكليزر أو النانو سبراى، وغيرها من الأجهزة، بخلاف معامل الجامعات الحكومية»، مشيداً بروح التعاون بين الفرق العلمية فى المدينة، بالإضافة إلى الرعاية الكاملة التى يتلقاها الباحثون. وتقول إسراء حسين، الباحثة بمدينة زويل: إنها تقوم حالياً بتحضير وعمل أبحاث الدكتوراه بالمدينة بعد ما لاقت اهتماماً كبيراً من المسئولين عن المدينة فور التحاقها بها، موضحة أنها ساهمت فى تصنيع «الضمادة الذكية» التى تساهم فى علاج جروح مرضى السكر، المصنعة من مواد معينة تساعد على التئام الجروح، والتى تكون محملة بعدد من الأدوية والعقاقير للعلاج. وأوضحت «إسراء» أن الضمادة الذكية يتم تصنيعها من عدة مركبات على رأسها «بلومرات سائلة» توضع بطريقة معينة فى جهاز يسمى ب«الغزل الكهربائى»، ويتم ضبطه تحت أنماط معينة، حتى يتم إخراج المواد فى صورة ألياف رقيقة جداً، ثم تجميعها وتجهيزها حتى تخرج فى صورتها النهائية. وأضافت «إسراء» أن المدينة نشرت العديد من الأبحاث العلمية حول عديد من التجارب التى قام بها فريق العمل فى مركز «النانو» وباقى مراكز المدينة، مشيدة بدور واهتمام إدارة المدينة بالباحثين وتلبية جميع احتياجاتهم، بخلاف الجامعات الحكومية التى تعانى من العديد من المشاكل. وفى السياق نفسه، أكد الباحث محسن السعدى، خريج قسم الكيمياء كلية العلوم جامعة الإسكندرية دفعة 2015، أن المدينة تعمل دائماً على توفير شتى أنواع الدعم للطلاب والباحثين من دعم مادى ومعنوى، والمتمثل فى مواجهة والتعامل مع أساتذة وباحثين لهم ثقلهم الدولى والعالمى، منوهاً بأن الجانب المادى فى المدينة، خاصة معامل النانو، يختلف نهائياً عن مثيلاتها فى الجامعات الأخرى من حيث توفير كافة الإمكانيات التى يحتاجها الباحثون، لافتاً إلى أن جميع المشروعات التى ينفذونها مدعمة بالكامل من المدينة، أو من جهات مانحة، مثل «أكاديمة البحث العلمى» و«صندوق العلوم والتكنولوجيا». واشتكى «السعدى» من صعوبة عدد من الإجراءات الخاصة باستيراد المواد الكيميائية والأجهزة المخصصة للمدينة، حيث تمكث مواد كيميائية حساسة فى الجمارك لفترات طويلة جداً، مما يؤخر المشروعات العلمية، مطالباً الحكومة بسرعة إنهاء إجراءات استيراد المواد الخام من الجمارك، حتى لا تضيع أفكار المشروعات البحثية بسبب تأخر تنفيذها. وهو ما أيده الطالب محمد سامى الغباشى، الطالب بالفرقة الرابعة علوم النانو بمدينة زويل، الذى أشار إلى أن «جميع الطلاب والباحثين فى المدينة يعانون من صعوبة الإجراءات والروتين، وتعطل وتخزين المواد الكيميائية والمستلزمات فى الجمارك لشهور طويلة، حتى تنتهى إجراءات الإفراج عنها، وأن مثل هذه الإجراءات تؤخر البحث العلمى فى المدينة». ومن ناحية أخرى، أكدت إسراء مرسى، الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم «علوم النانو»، التى حولت من كلية الطب جامعة الأزهر بعد العام الدراسى الثالث إلى مدينة زويل، على الاختلاف الكبير بين طرق التعليم فى مدينة زويل والتعليم فى الجامعات الحكومية الذى يعتمد على الروتين والبيروقراطية، وتعنت أعضاء هيئة التدريس تجاه الطلاب وتركيزهم على إخراج طلاب ذوى عقلية واحدة متساوية وليست مختلفة تعتمد على التفكير والاطلاع مثل ما تفعله المدينة. وطالبت «مرسى» وزارة التعليم العالى بتطوير نظام الدراسة بالجامعات، خاصة الكليات العلمية، من حيث المناهج وطرق التدريس والتلقين. وأشارت إلى أن مدينة زويل تحتاج لدعم مادى ومعنوى من قبَل المجتمع المدنى والمصريين، موضحة أن الدعم المادى يتمثل فى جمع أكبر قدر من الأموال والتبرعات للمدينة حتى تستكمل البنية البحثية اللازمة، أما الجانب المعنوى فهو تشجيع الطلاب والباحثين على الانتماء للمدينة والتقدم لها، وإقناع المصريين أن الجامعة والمدينة مهمة للبحث العلمى فى مصر.