في الأحوال العادية يضطر المريض إلي نزع ضمادة الجروح كل فترة للاطمئنان إلي شفائها، ولكن فريقا بحثيا من مدينة زويل للأبحاث العلمية يعمل - حاليا- علي تطوير في وظائف الضمادة الذكية التي أنتجها - مؤخرا- بحيث تتمكن من مراقبة التئام الجروح، فيتغير لونها عند حدوث الالتئام، وبالتالي لا تحتاج إلي نزعها كل فترة. وكان الفريق البحثي برئاسة د.إبراهيم الشربيني، مدير مركز علوم المواد بالمدينة، قد نجح في إنتاج ضمادة عبارة عن جسيمات نانومترية محملة بالدواء، ويتم توزيعها داخل ألياف نانومترية لتوصيل الدواء إلي الجزء المصاب، ويوضح د.الشربيني فكرتها، مضيفا: " الألياف النانومترية المصنع منها الضمادة، تجعل مساحة السطح أكبر، والمسامية أعلي، وداخل هذه الألياف جزيئات نانو تحمل الدواء، أي (نانو داخل نانو)، وهذا يزيد أيضا من مساحة السطح، بما يجعل الفاعلية أكبر".. ويشير رئيس الفريق البحثي إلي أنها تجعل الدواء يتحرر ببطء، بما يقلل من التكلفة، كما أنها تجعل الجزء المصاب أكثر تعرضا للدواء، بما يفيد في العلاج السريع للجروح خلال 10 أيام علي الأكثر،كما أن هناك ميزة أخري تحققها الضمادة الجديدة، وهي أنها تعمل علي تنشيط خلايا الجلد، فلا تظهر الندبات بعد شفاء الجروح.. وعن الدواء المستخدم في الضمادة، يقول د.الشربيني: " دواء الفينيتوين المستخدم في عملية التئام الجروح، مشكلته هي القدرة المحدودة علي الذوبان، والامتصاص الضعيف، وهذه المشكلة تم حلها بتحميل الدواء علي جزيئات النانو للتحكم في كمية الدواء المستخدمة وتوزيعه بشكل منتظم"،ويضيف: " الضمادة بهذه المواصفات، قد تكون حلا لعلاج الجروح في مناطق الصراع، والتي لا تتوافر فيها كميات كبيرة من الأدوية، وتعاني من نقص في الكوادر الطبية".. هذه المزايا التي توصل لها الفريق البحث وتم نشرها علميا في شهر مايو من عام 2016 بالدورية المرموقه A»S Applied Materials & Interfaces، ليست نهاية المطاف.. ويقول: " عندما ننجح في التطوير الذي نعمل عليه حاليا، ستكون هذه الضمادة أكثر فاعلية مع مرضي السكر، الذين يعانون من صعوبة في التئام الجروح، ومشكلات في متابعة الجروح وتغيير الضمادات.