في أول زيارة خارجية منذ تنصيبه لولاية رئاسية ثانية، توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الخرطوم، للقاء نظيره السوداني عمر البشير، في زيارة لمدة يومين، ستشهد عقد قمة مصرية سودانية بين الزعيمين. اختيار السيسي للسودان كأولى محطاته الخارجية في ولايته الثانية، له العديد من الدلالات الخاصة، في رأي الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، موضحًا أنها تحمل معنى رمزي مهم للشعب السوداني بتقارب العلاقات بينهما. وأضاف "فهمي"، ل"الوطن"، أن الزيارة تنم أيضًا عن تفهم الرئيس للعلاقات مع السودان، فضلًا عن كونها تعتبر ردًا لزيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة خلال شهر مارس الماضي. تستبق العلاقات الإقليمية القضايا الثنائية بالزيارة، حسب أستاذ العلوم السياسية، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في وقت مهم لتناول عدد من القضايا الأخيرة بالقرن الإفريقي وخاصة المصالحة بين إرتيريا وإثيوبيا، وانعكاس ذلك على دول الجوار، ورغبة مصر في التنسيق بذلك الأمر، فضلًا عن مناقشة ملف الأمن المائي بالإضافة إلى تنشيط العلاقات بين مصر والسودان، مؤكدًا أن القمة لن تتناول أي قضايا خلافية. فيما يرى الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن السودان تعتبر العمق الاستراتيجي لمصر بالمنطقة، لذلك اختارها السيسي في أول زيارة خارجية له، موضحًا أنها أيضا تأتي ردًا على زيارة البشير إلى مصر. وأضاف "اللاوندي"، أن السيسي يهدف أيضًا في زيارته تأكيد عدم الفوارق بين الشعبين المصري والسوداني، بالإضافة إلى تعميق العلاقات بينهما لتنتقل من مرحلة التعاون إلى الشراكة. وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أنه من المحتمل أن تشهد الزيارة توقيع مذكرات التفاهم، فضلًا عن مناقشة أزمة سد النهضة والتنسيق بين البلدين، وتناول قضايا منطقة القرن الافريقي والمصالحة بين إثيوبيا وإريتريا. يذكر أن هذه الزيارة تعتبر الخامسة للرئيس السيسي إلى السودان منذ توليه السلطة في يونيو 2014.