ثمن عدد من السياسيين والحزبيين، زيارة الرئيس السيسي للسودان في هذه الأثناء، كأول زيارة له في فترته الرئاسية الثانية، موضحين الأبعاد التي تقف وراء هذه الزيارة، التي يهدف الرئيس منها توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي ستخدم بدورها العلاقات في القرن الإفريقي بشكل عام. رسلان: استراتيجية مصر نحو الجانب الجنوبي تقوم على إرساء دعائم التعاون وتقاسم المصالح
قال الدكتور هاني رسلان الخبير في الشؤون الإفريقية والسياسية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه منذ تولي الرئيس السيسي وهو يظهر حرصا بالغا للحفاظ علي العلاقة مع السودان، وشهد على ذلك أن مرحلة التقارب الحالية هي ثمرة هذه الاستراتيجية، على الرغم من أنه كان هناك توترا واضحا وفتورا كبيرا العام الماضي، وصل إلى حد استدعاء السفير السوداني من القاهرة للتشاور وإجراءات أخرى. وأضاف أن الدولة المصرية في الوقت الحالي تواجه تحديات من الاتجاهات الرئيسية الثلاثة، الشمال الشرقي، والغرب والذي يمثل تهديد الجماعات الإرهابية، وأيضا في الاتجاه الجنوبي متغير جديد وهي قضية المياه التي تمثل أيضا أولوية قصوى بالنسبة لمصر في الوقت الحالي. وأضاف رسلان، ل"الوطن"، أن استراتيجية مصر فيما يتعلق بالجانب الجنوبي تقوم في الأساس علي ضرورة إرساء دعائم للتعاون وتقاسم المصالح، والتشارك في التنمية، لأنه في نهاية المطاف قضايا هذا النوع، لا يمكن حلها عبر الصراع، وإنما من خلال التفاهم والتعاون، لذلك مصر بذلت جهود كثيرة مع أثيوبيا، كان من ضمنها زيارة الرئيس السيسي للبرلمان الإثيوبي، وخطابه الذي أكد فيه اختيار مصر للتعاون، وصبرها الطويل في المفاوضات غير المجدية التي كانت تتم مع إثيوبيا. باشات: التطور الكبير في الملف الأمني بين البلدين وطد العلاقات بينهما وقال اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الإفريقية، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، تشهد طفرة كبيرة في الفترة الحالية، في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فزيارة الرئيس السيسي للسودان في أول جولة خارجية له في فترة رئاسته الثانية، تؤكد رغبته نحو مزيد من توطيد العلاقات بين البلدين. وأضاف باشات، ل"الوطن"، أن التطور الكبير في الملف الأمني بين البلدين انعكس بدوره علي جميع المجالات، حيث نجحت مصر خلال العام الماضي وحتي الأن، في إنجاح هذا الملف، الذي شهد توترًا الفترة الماضية، عبر اللجنة التي شكلت بين البلدين بعضوية كلا من وزيري خارجية البلدين، ورئيسي جهازي المخابرات للدولتين، مشيرًا إلى أن مصر تسير نحو مزيد من العلاقات الناجحة داخل إفريقيا. وتابع باشات، أن توطيد العلاقات مع السودان يسهم في تعزيز موقف مصر خلال مفاوضاتها في ملف سد النهضة، كون كلا الدولتين دول مصب للنهر، ومصالحهما مشتركة في هذا الصدد، وخصوصًا أن إثيوبيا ذهبت خلال الفترة القليلة الماضية نحو مزيد من دعم العلاقات مع دول القرن الإفريقي، ومصر والسودان دولتين كبيرتين، لهما شأنهما ووضعها، لا يمكن لإثيوبيا تجاهلهما. الخولي: ملف المياه و"الحدود المشتركة" من أهم روابط العلاقات بين البلدين وقال المهندس حسام الخولي الأمين العام لحزب مستقبل وطن، إن علاقة مصر بالسودان علاقة استراتيجية، وهناك روابط وثيقة، وخصوصًا في ملف المياه، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي يحوي التوترات ويتعداها، وصولا لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي ينظر إلى أننا الدولة التي تحتوي من حولها، وخاصة دول إفريقيا. وأضاف الخولي، ل"الوطن"، أن محور المياه من أهم محاور وروابط العلاقة بين البلدين، والحدود المشتركة بين البلدين أحد هذه المحاور أيضا، لافتا إلي أن تحركات الرئيس السيسي في ملف العلاقات الخارجية، يسير في الأطر الصحيحة.