سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحملة القومية ضد الإنفلونزا: "الوقاية خيرمن العلاج" التطعيم إجبارى لمرضى القلب والسكر والحساسية وأطفال الحضانات والمدارس.. والمرض يتسبب فى وفاة أكثر من 250 ألف مصاب سنوياً
فى شهرى أكتوبر ونوفمبر تزداد نسبة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، التى يخلط الكثير بينها وبين نزلات البرد بالرغم من وجود اختلافات كثيرة بينهما أهمها حدة المضاعفات، فمضاعفات الإنفلونزا أخطر ولها تأثيرات سلبية أكبر من مضاعفات نزلات البرد. هذا ما أكده حشد من الأطباء فى جميع التخصصات الطبية أثناء المؤتمر الصحفى الذى نظمته شركة «سانوفى» للأدوية لإطلاق الحملة القومية للتوعية ضد الإنفلونزا الموسمية، تحت رعاية وزارة الصحة والسكان، وبالتعاون مع الشركة المصرية للمصل واللقاح والمعهد القومى للسكر. ناقش المؤتمر كل ما يتعلق بالإنفلونزا؛ الأسباب، الأعراض، المضاعفات، طرق العلاج، الأساليب الوقائية. يقول أ. د. محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية ووزير الصحة الأسبق ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن، إن «الإنفلونزا مرض تنفسى، ويؤثر على جميع أجزاء الجسم، بما فى ذلك الأنف والأذن والجهاز التنفسى السفلى، فهو يطوف أنحاء الجسم كله، وتصاحبه حرارة عالية ووجود تكسير فى العظام. أما نزلة البرد فهى تتمثل فى الرشح والعطس ووجود حرارة قليلة فى بعض الأحيان، ولا يوجد معها أعراض عامة. وخطورة عدم علاج الإنفلونزا يتمثل فى احتمالية الإصابة بأمراض أخرى شديدة ربما تؤدى أحيانا إلى دخول المستشفى والرعاية المركزة، كما أنها ربما تؤدى إلى الوفاة، خاصة بين المجموعات ذات عوامل الخطر المرتفعة؛ وهى: صغار السن خاصة أقل من عامين، والمسنون الذين تعدوا سن ال65 سنة، والمصابون بالأمراض المزمنة، كأمراض القلب والرئة والكبد والفشل الكلوى والسكر وأمراض الدم التى تؤدى إلى ضعف الجهاز المناعى»، ويؤكد «تاج الدين» أن الإنفلونزا يمكن أن تؤدى إلى مضاعفات قد تهدد الحياة، مثل الإصابة بالالتهاب الرئوى الفيروسى أو البكتيرى الثانوى. وقد أوضح الأطباء أن الإنفلونزا الموسمية هى عدوى موسمية تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر، والعدوى غير المصحوبة بمضاعفات يصحبها بداية مفاجئة للحمى والصداع واحتقان فى الحلق والشعور بآلام فى العضلات وقشعريرة وفقدان الشهية للطعم والشعور بالتعب والإعياء الشديد. وأكد الأطباء أنه وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يتسبب وباء الإنفلونزا السنوى فى إصابة نحو من 5 إلى 15% من السكان بعدوى الجزء العلوى من القناه التنفسية، كما أن هناك 3 ملايين حالة مرض شديدة تحدث كل عام فى جميع أنحاء العالم بسبب الإنفلونزا، كما يتسبب المرض نفسه فى وفاة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف مصاب سنوياً. ونصح أ. د. جمال سامى، أستاذ طب الأطفال ورئيس المؤسسة المصرية للتطعيمات، بأن التطعيم ضد الإنفلونزا يكون إجبارياً بين الأطفال المصابين بالحساسية، فضلاً عن الأطفال الذين يذهبون إلى الحضانات والمدارس، حيث تنتشر عدوى الإنفلونزا بسهولة بين الأطفال لقلة وعيهم وحرصهم، كما أنه فى أحيان كثيرة تضطر الأمهات إلى ذهاب أبنائهم إلى الحضانات والمدارس حتى وإن لم يشفوا تماماً من الإنفلونزا. وعن أكثر الفئات استفادة من التطعيم، يؤكد أ. د. طارق صفوت، أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس الجمعية المصرية للشُّعب الهوائية، أن التطعيم ضد الإنفلونزا ضرورة بالنسبة لمرضى الحساسية، حيث إنه يفيد شريحة كبيرة من مرضى الحساسية الذين تصل نسبتهم إلى 6% أو 7%، ومرضى السدة الرئوية ومرضى التليفات الكبدية ومرضى الأورام والحوامل. وشدد «صفوت» على ضرورة سؤال متلقى التطعيم عما إذا كان لديه حساسية ضد صفار البيض أم لا، لأن التطعيم بالنسبة لهؤلاء الذين لديهم حساسية ضده يعد مشكلة. وفيما يخص مرضى السكر وعلاقة السكر بالإنفلونزا، يقول أ. د. هشام الحفناوى، مدير المعهد القومى للسكر، إن «الإنفلونزا تؤثر بالسلب على مرضى السكر، خاصة الذين يهملونه ولا يهتمون بالحفاظ على مستوى السكر فى الدم، وهم شريحة كبيرة، فنسبة المصريين الذين يهتمون بضبط مستوى السكر لا تتعدى ال20%، وإهمال الإنفلونزا لمرضى السكر ربما يؤدى إلى إصابة المريض بغيبوبة كيتونية، وربما تجبر المريض على دخول العناية المركزة، ففيروس الإنفلونزا يعد قاتلاً لمرضى السكر غير المنتظم»، ويشدد «الحفناوى» على ضرورة تلقى مرضى السكر تطعيم الإنفلونزا حتى يكتسبوا مناعة تقيهم المضاعفات الحادة. وقدم مجموعة الأطباء فى نهاية المؤتمر نصائح ذهبية للوقاية من الإنفلونزا قدر الإمكان؛ أولها بالطبع تناول التطعيم، لأنه يكسب الجسم مناعة، و نصح أ. د. هشام طراف، أستاذ أمراض الباطنة والحساسية بجامعة القاهرة والمقرر العام للمؤتمر، بضرورة أن يقوم الأشخاص المصابون بالإنفلونزا بتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال بمنديل، كما يجب عدم البصق فى الشارع لأنه ينقل العدوى. وشدد «طراف» على الأهمية القصوى لغسيل الأيدى باستمرار بالمياه والصابون، وتجنب الإفراط فى استخدام المواد الكيماوية فى المنظفات.