بين أسماء كثيرة، يبرز اسمه كأحد أهم رؤساء النادى الأهلى المصرى، قائداً لنهضة رياضية وطفرة كروية فى نادى القرن الأفريقى، صاحب دور هام فى سنوات الحرب التى توعك خلالها النادى. الأقدمون من مشجعى النادى الأحمر يحفظون اسم «الفريق أول عبدالمحسن مرتجى»، صاحب الفضل فى توجيه دفة ناديهم بحزم الجنرال العسكرى وصولاً لمكانته الحالية مع خلفه من رؤساء النادى. بعد عمر ناهز السبعة والتسعين عاماً، فارق الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى حياتنا، تاركاً من ورائه سجلاً حافلاً على الصعيدين العسكرى والرياضى، ولد «مرتجى» فى القاهرة عام 1916، والتحق بالكلية الحربية، وتخرج فيها عام 1937، وفور تخرجه شارك الرجل فى كثير من معارك الجيش المصرى فى العصر الحديث، حتى ودع الحياة العسكرية فى أعقاب هزيمة يونيو 1967، إلا أن الرجل الذى عاصر الانتصارات والانكسارات أثناء وجوده ضمن صفوف الجيش المصرى، لم تنقطع بصماته فى الجيش المصرى طوال سنوات خدمته، منذ تخرجه وحتى توليه مسئولية قيادة اللواء السادس المستقل بالقنطرة شرق برتبة عميد وحتى بعد ترك الخدمة. «رجل لا يعرف معنى الاستسلام»، هكذا يصفه المقربون منه، تدرج فى المناصب حتى تولى قيادة القوات العربية فى اليمن فى الفترة من 1963 وحتى 1965، وحصل على نجمة الشرف العسكرية عام 1964، وظل ضابطاً عسكرياً ملتزماً ومثالاً لباقى الضباط طوال فترة خدمته وحتى خروجه من الخدمة عام 1967. «أهلاوى».. لذا لم يكن غريباً أن يرأس مرتجى «النادى الأحمر» عام 1965 الذى كان مولعاً به منذ نعومة أظفاره، ولفترة ابتعد مرتجى عن رئاسة الأهلى، ليعود إليه فى 1972 أكثر إصراراً على حصد بطولات خلال فترة رئاسته النادى حتى عام 1980، شهدت السنوات الثمانى نهضة الأهلى الأولى، وكون فريق الأحلام الأهلاوى بقيادة هيديكوتى، وظهر فى عهده نجوم الكرة المصرية، ولشخصيته المميزة منحه الأهلى والجيش معاً لقب «رجل كل العصور». الفريق مرتجى -الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى- لا يكف كثيرون عن تمجيد فترة رئاسته الأهلى على اعتبار أنه كان فى الأهلى بمثابة «حلقة الوصل» بين مبادئ مختار التتش، الأب الروحى للنادى الأهلى، وفترة شموخ النادى تحت قيادة صالح سليم، وكانت فترة توليه الأهلى هى الفترة الأكثر حساسية، بعدما جاهد للحفاظ على هوية النادى العريق، ولأنه أرسى قواعد الانطلاق لجيل جديد يحمل لواءه صالح سليم، ولأن الفريق مرتجى جاهد وحارب فى الجيش والأهلى، وترك من بعده تلاميذ فى القيادة العسكرية والإدارة الرياضة يدينون له بالولاء والفضل ويسيرون على نهجه ومدرسته»، وداعاً جنرال النادى الأحمر.