سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زيدان: مرسي وقع في أخطاء مبارك.. ومصر القديمة أعطت نموذجا لبناء المجتمع الكاتب والروائي: نظام مبارك لم يسقط في 25 يناير.. وثورة 30 يونيو أكثر نضجا لكنها تخطئ في المبالغة
قال المفكر والروائي يوسف زيدان، إن مصر القديمة أعطت نموذجًا للعالم في بناء المجتمع، مدللاً على ذلك ببناء الهرم كبناء راسخ، واصفًا السلطة ب"الشهوة التي لا يمكن السيطرة عليها من الإنسان"، منتقدًا مبادرات الخروج من الأزمة الحالية في مصر التي تنظر إلى الأحداث الجارية وليس الأحداث الأعمق على الساحة. وأضاف زيدان، أن الرئيس الأسبق مبارك وغيره يعانون احتقار الذات لأنه يعلم أنه غير كفء ويحيط نفسه بمن يبررون وجوده في السلطة عن غير وجه حق، وأن رجال الأعمال لم يكونوا فاسدين لكنهم لم يملكون الخيار سوى أن يكونوا على علاقة طيبة بمبارك وعائلته بعد أن جاء مبارك بنجله من لندن وبدأت فكرة التوريث في النصف الثاني من عهده ما أصاب الناس بالقلق. وتابع المفكر والروائي، خلال لقائه ببرنامج "بهدوء" على قناة "سي بي سي" مع الإعلامي عماد الدين أديب، قائلاً إن "الوعي الشعبي لم يكن مدركًا لمعني النظام الذي يجب إسقاطه بعد ثورة يناير". أما عن مبارك، قال زيدان إن "مبارك رجل دنيء الهمة لكنه ليس الشيطان"، مؤكدًا أن نظامه لم يسقط في 25 يناير لأن الشباب نسي أن المعارضة جزء من نظامه وليسوا بمعزل عنه وانتقد رفع مطالب الثورة إلى المجلس العسكري. واستكمل زيدان قائلاً إن مرسي وقع في كل الأخطاء التي وقع فيها مبارك وأُصيب بحالة من اللا معيارية لصدمته من صعوده إلى السلطة فجأة. كما وصف زيدان ثورة 30 يونيو بأنها أكثر نضجًا لكنها تخطئ في التفريط والمبالغة وهو مرض منذ وصول قطز وبيبرس للحكم اللذين رسخا لدى المصريين بأن الشخص العسكري هو المخلص. وقال إن السيسي يمكن التفاهم معه إذا استبد لكن الإخوان ليسوا كذلك لحالتهم الهستيرية بعد الوصول للحكم والتي تبدو أكثر تعقيدًا لحسرتهم على ضياع الحلم باعتلاء السلطة ولأن السيسي يتصرف بدوافع وطنية. وتابع قائلاً أنه "رفض الوزارة بعد ثورة يناير لقناعته بكونه كاتبًا وطالب السيسي بألا يهدر قيمته لأن من يثنون عليه الآن سوف ينتقدونه فيما بعد وينزلق في نفس مأزق المجلس العسكري بعد ثورة يناير". كما أكد أن الإخوان لن ينجحوا في إسقاط ثورة يونيو لأن الجماعات الدينية لم تقم حكمًا على مدى التاريخ إلا على أسس مدنية فقاعدتها هي الإيمان وهو متفاوت من شخص لآخر. وعن الحل للعنف الحالي في الشارع المصري، قال إن الإخوان منقسمون بين كهنة المقطم ويجب محاكمتهم علنيًا، وبين المساكين والبؤساء الحالمين بالتحقق في الحياة في كنف الإخوان وهم يحتاجون إلى التعامل معهم بالصبر. وتابع زيدان أن العنف سيستمر وهو أمر متوقع، مشيرًا إلى تفجير مبنى المخابرات الحربية التي كان ينتمي لها السيسي لاستفزاز الجيش وجره إلى فقد الاتزان، وطالب المؤسسة العسكرية بعدم ابتلاع الطعم ووصفه ب"العمل الصبياني" الذي لن يؤثر في شيء.