«كأس العالم» اسم بطولة يشارك فيها 32 فريقاً من مختلف قارات العالم، لكننا حوّلنا مجرد اللعب فى تلك البطولة إلى موقعة حربية، وباتت هزيمة مصر أمام غانا كارثة، وأصبح جميع أفراد الشعب المصرى «كأن مات له ميت» بعد الخسارة 6/1 فى كوماسى، والكل نسى أنها مباراة كرة قدم، ونسينا أيضاً أن هناك شهراً كاملاً على مباراة العودة المقررة فى القاهرة التى يمكننا التعويض خلالها والتأهل إلى تلك البطولة. «كأس العالم» أصبحت حلماً لدى المصريين يمكننا تحقيقه، ولكن طالما وضعناه كأنه معركة حربية وخرجنا به عن إطار كرة القدم فلن نناله، وأعتقد أنه مع عزوف الكثيرين عن متابعة مباراة العودة فمن الممكن أن نحقق المستحيل ونقهر نجوم غانا. عندما أقول هذا الكلام أسمع كثيراً من التعليقات، مثل «يا عم انت مجنون» و«إنها أحلام اليقظة»، ماشى أنا متفق مع كل دول أن مجرد التفكير فى الفوز على منتخب غانا القوى الذى يمتلك ترسانة من اللاعبين المميزين يعد ضرباً من الجنون، ولكن هذا الجنون قادنا لتحقيق كأس أمم أفريقيا 3 مرات متتالية. هذا الجنون وصل بكرم جابر، لاعب المصارعة المغمور فى مصر والمشهور فى العالم، إلى التتويج بميداليتين أولمبيتين رغم المعاناة فى مصر من دعم أو اهتمام أو حتى شعبية إعلامية وجماهيرية. بمعطيات الكرة مصر قادرة على التأهل لكأس العالم والفوز على غانا فى القاهرة بخمسة أهداف، ولكن علينا أن نوفر على مدار الشهر المقبل الإمكانيات التى تساعد لذلك. أولاً: أن يتم نقل بطولة كأس مصر التى ستنطلق خلال أيام إلى القاهرة بدلاً من منفى الجونة وإقامتها بحضور الجماهير، لأن تلك البطولة ستكون خير إعداد للمنتخب وستفرز لاعبين مميزين لسد أخرام الدفاع التى ظهرت خلال مباراة النكسة فى كوماسى. ثانياً: أن ينقّى جهاز المنتخب، بقيادة ضياء السيد وزكى عبدالفتاح، أنفسهم من الأحقاد والكف عن التأثير على «برادلى» الذى أعتقد أنه أدرك مؤخراً وقوعه فى مكيدة من الثنائى، وأن يكون الانضمام للمنتخب وفقاً للمستوى فى الملعب وليس الأهواء الشخصية، وإلا لما تم استبعاد لاعبين مثل محمد إبراهيم وعبدالواحد السيد وعصام الحضرى، وعدم الدفع برامى ربيعة لحساب محمد نجيب، وعدم وجود أى من سيد معوض أو محمد عبدالشافى لحساب أحمد شديد قناوى، واستبعاد إبراهيم صلاح المحترف فى الدورى السعودى لحساب حسنى عبدربه العائد من الإصابة. ثالثاً: اتخاذ قرار سيادى بإقامة مباراة العودة فى استاد القاهرة أو استاد الرعب كما يسمى فى أفريقيا، خصوصاً أنه بات مجهزاً بأفضل وسائل التأمين كما شاهدته مع الدكتور أشرف صبحى الذى استغل الفترة الماضية فى تطوير الاستاد -وتكون فرصة لإعادة هذا الصرح للحياة- ومع حضور الجماهير تفقد غانا عامل السيطرة والعنطظة الكروية على حساب لاعبى مصر الذين سيتسلحون بجماهيرهم. رابعاً: الكف عن ظاهرة التخوين والتقليل من الآخر، فلماذا يتهم شريف إكرامى بالهروب من المباراة فهذه هى قدراته والعيب فيمن اختاره من الأساس، ونفس الأمر ينطبق على شارع محمد نجيب الذى تم افتتاحه فى ملعب بابا يارا، فالعيب على الذى وضع اللاعب فى هذا المكان. إذا تداركنا تلك الأخطاء من الممكن أن تكون لنا فرصة، ولطالما كانت مصر فى وضع أسوأ وقلبت تأخرها إلى فوز وقهرنا أصعب المنتخبات، وأعتقد أننا جميعاً اعتقدنا أن المنتخب تأهل لكأس العالم بعد الفوز على الجزائر فى القاهرة فى 2009 قبل أن نخسر فى السودان، فما المانع أن نحقق أيضاً الإعجاز؟ خصوصاً أننى لا أستبعد اعتماد المنتخب الغانى على السحر فى تلك المباراة الملعونة، بعدما نقل الإعلام الغانى توجه أفراد المنتخب لملك قبيلة الأشانتى المعروفة بالسحر، وذلك قبل المباراة بأيام. أتمنى أن يرج هتاف «كأس العالم» أرجاء الاستاد يوم 19 نوفمبر، وألا نفقد الأمل حتى النهاية.