إننى فى غاية العجب من الأحزاب والقوى السياسية المنشغلة بالمشاكل الداخلية ومنافسة بعضها البعض وكل منهم يقول لقواعده إنه أفضل من الآخرين وإنه يمتلك الشارع، وعندما تنزل الشارع لا تجد الشعب يعرف منهم أكثر من أربعة أحزاب على الأكثر. والغريب عندما يتحدون ويتكلمون عن الاندماجات أو حتى التحالفات الانتخابية ويشعر المواطن أنهم يقدمون له أفضل العناصر من أحزابهم يتراجعون ويختلفون لأن الهدف الأعظم دائماً غائب والهدف الشخصى هو الغالب. وعلى الجانب الآخر ترى بعض قيادات من الأحزاب «مموتة نفسها» على خوض الانتخابات البرلمانية بالقوائم الحزبية وحجتها الدفاع عن حقوق الأقليات من المرأة والأقباط والشباب وعند إعداد القوائم تجدهم يضعون رجالا كبار السن وليسوا أقباطا على رؤوس القوائم وحجتهم أنهم كوادر ومعروفون وهذا بالعكس يؤهلهم أن يدخلوا الانتخابات (فردى) لأنهم (معروفون). ولذلك إذا أقر قانون الانتخابات بجزء فردى وآخر قائمة وجاءتنا رؤوس القوائم خالية من النساء والأقباط والشباب ماذا يفعل الشعب المصرى فى الأصوات التى كانت تتعالى وتطالب بالقوائم من أجل تلك الفئات المهمشة؟ بالتأكيد الشعب هو القادر على إسقاط هذه القوائم. وعلى هذه الأحزاب أن تجنى نتيجة الخداع والدفاع عن قضايا لا تؤمن بها الإيمان الكامل لتحقيق أهداف أخرى وهذا ليس معناه أن الكل سوف يفعل هذا. أنا أثق أن الأغلبية تدافع عن قضية الأقليات والمهمشين وتؤمن بها تماماً. لذا أنا أحذر من الآن إذا تم إقرار القانون بجزء قائمة أن لا تفى الأحزاب السياسية بوضع معايير محددة لوضع المرأة والأقباط والشباب على رؤوس القوائم حتى لو لم يذكرها القانون وحتى لا تفقد هذه الأحزاب وقياداتها مصداقيتها ويرجع الشارع يقول مرة أخرى «كلام انتخابات». ومن هنا أناشد كل الأحزاب أن تدرس الدوائر الانتخابية وتراعى أن طبيعة الناخب تغيرت وأنه لا يقبل هذه المرة، وبعد ثورتين، برلمانا لا يعبر عنه ولا قادرا على ترجمة الدستور لقوانين صالحة للدفاع عن حقوقه ووضع قوانين ينشأ عنها سياسات لصالح هذا الوطن العظيم الذى أنهك تماماً من التجارب فيه والخداع. ولذلك على الأحزاب والقوى السياسية أن تدقق فى اختيار الشخصيات التى سوف تقدمها وأن المواطن لن يعطى لأحد شيكا على بياض ولا مجال إطلاقا للتجربة أو للبطلان ونبدأ مرة أخرى من جديد. سوف يبحث الناخب عن نائب يعمل للصالح العام والخروج مما نحن فيه ويرسخ لدولة القانون ليس فى سن القوانين فقط بل فى تطبيقها على الجميع دون تمييز. دعونا نعلم أن العالم كله يترقب مصر بعد ثورتين فى سنتين. أولا: للبرلمان المقبل وما سيقدمه للمجتمع ونوعية نوابه بعد برلمان قاده فصيل واحد ورفضه الشعب. ثانيا: من هو الرئيس المقبل. ثالثا: ماذا يفعل المواطن المصرى مع البرلمان المقبل والرئيس المقبل.. هل تعود على النزول فى الشارع على كل الأشياء أم أنه ثائر على كل من يحاول التلاعب بمقدراته ووحدته وأنه شعب يحترم رموزه ويهوى الاستقرار؟ رابعا: كيفية الخروج من الأزمات الاقتصادية والاستعانة بكوادره الحقيقية التى تستطيع وضع استراتيجية ورؤية واضحة للخروج من كل هذه الأزمات إن شاء الله. وأنا أثق أن مصر سوف تتعافى بقدرة أبنائها وتصبح نمرا من نمور الشرق الأوسط فى أقرب وقت. وأخير يسعدنى أن أتقدم بأجمل التهانى للشعب المصرى العظيم بكل طوائفه وأطيافه وجيشه وقياداته بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على مصرنا الحبيبة بالخير والسلام والرخاء.