على غير المعتاد، أدى الآلاف من المواطنين صلاة عيد الأضحى فى نحو 112 ساحة على مستوى الفيوم، فى مشهد احتفالي فقط بالعيد، بعيدا عن التناحر السياسي بين الحركات والقوى السياسية. لم تشهد الصلاة المظاهر السياسية، التى كانت تسيطر على صلاة العيد كما كان معتادا فى الأعياد الماضية، بخاصة بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية بالمحافظة من منع إقامة صلاة عيد الأضحى المبارك فى ميدان سواقى الهدير، وسط مدينة الفيوم، إثر دعوة مزدوجة قبلها بيوم من قبل حملة "تمرد" المعارضة للرئيس السابق محمد مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لأنصارهما لأداء صلاة العيد فى الميدان، ولأول مرة يكون الميدان خاليا من المصلين. وعلى صعيد متصل، اختفت على غير المعتاد لافتات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وحزب الحرية والعدالة التابع لها وحزب النور السلفى والقوى الإسلامية، والتى كان معتادا أن تسيطر على شوارع وسط المدينة لتهنئة المواطنين بالعيد، على سبيل التنافس السياسى فيما بينهم، كما اختفت لافتات التهئنة بالعيد التى كانت تبحث القوى المدنية والأحزاب السياسية المعارضة عن مكان لتعليقها فيها، لتهنئة المواطنين، لاسيما لافتات قليلة جدا للتيار الشعبى المصرى بشارع أحمد شوقى، وغيرها لحزب مصر الحديثة. ونتيجة لعدم وجود انتخابات عامة سواء برلمانية أو رئاسية، لم تظهر اللافتات التى كان يعلقها المرشحون المحتملون لتهنئة المواطنين، كما هو معتاد لجذب انتباه الناخبين، وبدا العيد هذه المرة عيدا دينيا فقط، تسيطر عليها الصلاة فى الساحات والمساجد، كما التزم معظم خطباء المساجد بعد تنسيق كامل بين مديريتى الأوقاف والأمن لنشر خطباء وسطيين، بعدم الخوض فى الشؤون السياسية، ودعا معظمهم جموع الشعب المصرى بالتوحد وراء قائد واحد لتحقيق التقدم والنمو والرخاء لمصر. وشهدت شوارع الفيوم تحركا محدودا من جبهة 30 يونيو، التى ارتدى بعض موزعيها تى شيرتات مطبوع عليها صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، نائب أول رئيس الوزراء ووزير الدفاع، بينما وزع ما يسمى ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية" بالفيوم مطبوعات حملت عنوان " عيد الأضحي .. عيد شهيد ضحى"، والتى أكدت أن "الصلاة يجب أن تكون بلا تمييز أو احتكار باعتبار أننا شعب واحد وأرض واحدة ورب واحد". وعلى أرصفة ميدان سواقى الهدير، بوسط مدينة الفيوم، انتشرت صور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع المصرى ونائب أول رئيس الوزراء، معروضة للبيع على الجمهور، ومن بينها صور كتب عليها "السيسى قلب الأسد"، وغيرها من العبارات المعبرة عن شجاعته.