حرصت رئيسة الأوبرا الدكتورة إيناس عبد الدايم وسفير اليابانبالقاهرة على تكريم جميع رؤساء الأوبرا السابقين بتسليمهم وزويهم دورع التكريم، وهم: اسم الدكتورة رتيبة الحفني وتسلمتها ابنتها الكبرى نادية، الدكتور طارق علي حسن، اسم الدكتور ناصر الأنصاري وتسلمتها والدته، الدكتور مصطفى ناجي، الدكتور سمير فرج وتسلمت عنه الدكتورة إيناس عبد الدايم نظرا لسفره خارج البلاد، اسم الدكتورعبد المنعم كامل وتسلمت عنه زوجته ارمينيا كامل. وسادت حالة من الأمل والتفاؤل عاشها جمهور وفناني دار الأوبرا المصرية في الاحتفال بمرور 25 عاما على افتتاحها اليوبيل الفضي، الذي بدأ في بهو الأوبرا الرئيسي بكورال الأطفال الذي قدم مجموعة من الأغاني الوطنية بقيادة الدكتورة نادية عبد العزيز ثم انتقل الاحتفال بمشاركة أكثر من 500 فنان يمثلون جميع فرق الأوبرا إلى داخل المسرح الكبير. واستهلت مراسم الاحتفال بعزف السلام الوطني لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو شريف محيي الدين بعده قدم الأوركسترا فنفار لرجل الشارع ويرتفع الستار لتظهر في عمق المسرح شاشة ضخمة عرض عليها فيلم وثائقي لشخصيات ومفكرين وكتاب تحدثوا عن أهمية الأوبرا ودورها في بناء الشخصية المصرية، منهم صلاح طاهر رئيس دار الأوبرا الخديوية والدكتور المفكر محمود صبري زكى، والدكتور أحمد كمال أبوالمجد والفنانة القديرة أمينة رزق والعالم فاروق الباز والدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق ثم صعدت الدكتوره إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا المصرية وألقت كلمة رحبت خلالها بالحضور وأثنت على العلاقات بين الشعبين المصري والياباني باعتبار اليابان من قدم منحه بناء الأوبرا إلى مصر وذكرت ما تعرضت إليه الأوبرا مؤخرا من مؤامره لتشويه معالمها وطمس هويتها الثقافيه وكيف كان الفن سلاحاً ضد هذا الخطر الذي هدد المجتمع المصري. ووصفت عبد الدايم الأوبرا بأنها حصناً منيعاً ضد كل محاولات التشويه والاغتراب الثقافي، وأكدت أن الفن حق لكل مواطن يصل إليه في كل مكان وأن الشعب المصري قادر على الاحتفاظ بهويته رغم ما يتعرض له في بعض الأحيان من غزوات عشوائية، واستعرضت في ختام كلمتها القيم والمعان السامية للفن لزرع الحب والإبداع وبناء الوطن ومواجهة الإرهاب. وتلاها كلمة السفير اليابانيبالقاهرة توشيرو سوزوكي، وأكد خلالها أنه شهد توقيع الاتفاق على إنشاء دار الأوبرا المصرية في عام 1985 وحينها كان سكرتيرا ثانيا في السفارة ثارت تساؤلات عديدة في اليابان لماذ دار أوبرا في الخارج وليس لدى اليابان أوبرا في الأساس، مؤكدا أنه وبعد بناء دار الأوبرا المصرية الجديدة عام 1988 وافتتاحها في العاشر من أكتوبر تأكد للجميع أن نظرة اليابان كانت في محلها فبعد 17 عاما من حريق دار الأوبرا الخديوية كان لابد من عودة هذا الفن الرفيع للقاهرة وتحقق الحلم. وبعدها قدم الأوركسترا بقيادة المايسترو هشام جبر افتتاحية تدشين البيت للموسيقار العالمى بيتهوفن وصاحبه فيلم تسجيلي تضمن مشاهد عن تاريخ الأوبرا الخدويوية القديمة وصولا إلى دارالأوبرا المصرية الجديدة واختتم الجزء الأول من الاحتفالية بمغنية الأوبرا اليابانية السوبرانو مريم تمارى التي أبدعت في أربعة أغانٍ من أشهر الأوبرات العالمية. أما الجزء الثاني من الحفل فظهر خلاله سفينة النور تحمل أشرعتها وهي الملحمة الفنية التي أخرجها محمد أبوالخير وصمم ديكورها، وخلفيتها المهندس محمد الغرباوي وأبرز معالم الديكور مصمم الأضاءة المهندس ياسر شعلان وجمعت أهم العروض الفنية التي قدمت على مسارح الأوبرا عبر ربع قرن من الزمان. وشارك فيها أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترة ناير ناجي مع عددا ضخم من نجوم فرق الأوبرا المختلفة منها، فرقة أوبرا القاهرة، فرقة باليه أوبرا القاهرة، فرقة الرقص المسرحي الحديث، فرقة فرسان الشرق للتراث، كورال أوبرا القاهرة، كورال أكابيلا وتحول المسرح خلالها إلى كتلة من الحركة المستمرة فى حالة حوار دائم بين عدة صور وتابلوهات فنية راقصة أبدعها عارضين البالية والرقص المسرحي الحديث وفرسان الشرق وصاحبهم مشاهد من أشهر الأوبرات العالمية لنجوم الغناء الأوبرالي. وتتخلل الاحتفالية سرد لتاريخ الأوبرا على مدار 25 عاما للفنانة نفين علوبه وقدم مغني الأوبرا عبد الوهاب السيد بصوته الرخيم رائعة سيد درويش أنا المصري وكانت المفاجأة ظهور الفنان الكبير حسن كامي في مشهد مع سيدة النور وانضم إليهم مغني الأوبرا صبحي بدير وغنى الجميع في ختام الاحتفالية نشيد الجهاد لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي قدمه في افتتاح الأوبرا وكأنها رسالة حب وسلام تنطلق من مسرح الأوبرا إلى العالم أجمع لتعلن جهاد الفن والثقافة لبناء الوطن ونبذ العنف بالقوة الناعمة لمصر. حضر الاحتفال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة والفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي قام بافتتاح الأوبرا، وعددا من الوزاراء الحاليين والسابقين وسفراء الدول العربية والأجنبية بالقاهرة ومجموعة من كبار الكتاب والأدباء والشخصيات العامة ووسائل الأعلام المصرية والعربية والأجنبية.