قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم، إن من المرجح أن يتباطأ الطلب العالمي على النفط هذا العام مع اقتراب سعر الخام من 80 دولارًا للبرميل وتوقف العديد من الدول المستوردة الرئيسية عن تقديم دعم سخي في أسعار الوقود لمستهلكيها. وخفضت الوكالة التي مقرها باريس توقعها لنمو الطلب العالمي إلى 1.4 مليون برميل يوميا في 2018 من تقدير سابق كان يبلغ 1.5 مليون برميل يوميا. وارتفع سعر النفط 51% في العام الأخير مدفوعًا بتخفيضات معروض منسقة وبواعث القلق، هذا الشهر، بشأن المعروض الإيراني بعد أن قالت الولاياتالمتحدة إنها ستعيد فرض عقوبات على طهران بخصوص أنشطتها النووية. وقالت وكالة الطاقة "سيكون أمرا استثنائيا إذا لم تؤثر قفزة كبيرة كهذه على نمو الطلب وبخاصة مع تقلص دعم المستهلك النهائي أو قطعه في عدة اقتصادات ناشئة خلال السنوات الأخيرة". وتراجعت مخزونات النفط في الدول الأغنى بالعالم، وهي الأكثر شفافية والأسهل من حيث الرصد، مليون برميل عن متوسط خمس سنوات الذي تستهدفه منظمة البلدان المصدرة للبترول وشركاؤها مع قيام المجموعة بكبح إنتاج الخام للعام الثاني. وقالت الوكالة "في الوقت الراهن فإن المشهد الجيوسياسي سريع التغير سيحرف الانتباه عن المخزونات مع عكوف المنتجين والمستهلكين على دراسة سبل الحد من التقلبات في سوق النفط. من جانبها، ستراقب وكالة الطاقة الدولية التطورات عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد للتحرك إذا اقتضت الضرورة بما يكفل استمرار تلقي الأسواق إمدادات جيدة". تنتج إيران نحو 3.8 مليون برميل من النفط يوميا وهي ثالث أكبر مورد للنفط في أوبك بعد السعودية والعراق وقد تواجه اضطرابات شديدة في صادراتها. وقالت وكالة الطاقة إن الجولة السابقة من العقوبات التي رُفعت في مطلع 2016 خفضت صادرات الخام الإيرانية أكثر من مليون برميل يوميًا. وقالت الوكالة "من السابق لأوانه التكهن بما سيحدث هذه المرة لكن ينبغي أن ندرس ما إن كان بقية المنتجين سيتدخلون لضمان تدفق نفطي منتظم إلى السوق وتعويض اضطراب الصادرات الإيرانية". وأفاد موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية، إن طهران صدرّت 2.6 مليون برميل يوميا من الخام في أبريل. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يسجل متوسط الطلب على خام أوبك 32.25 مليون برميل يوميا لبقية العام الحالي مقارنة مع إنتاج بلغ 32.12 مليون برميل يوميا في أبريل. في غضون ذلك زاد المعروض العالمي 1.78 مليون برميل يوميًا في أبريل عنه قبل عام بدعم أساسي من الإنتاج خارج أوبك. ودفعت الأزمة الاقتصادية إنتاج فنزويلا النفطي إلى الانخفاض لأدنى مستوياته في أعوام بينما انخفض إنتاج المكسيك لعوامل طبيعية بمقدار 175 ألف برميل يوميا في أبريل لينزل ثمانية بالمئة على أساس سنوي وهو أكبر انخفاض لمنتج غير عضو في أوبك. وأدى الإنتاج القياسي المرتفع في الولاياتالمتحدة لزيادة الإمدادات خارج أوبك بمقدار 2.1 مليون برميل يوميا على أساس سنوي إلى 59.4 مليون برميل يوميًا. وقالت وكالة الطاقة إن الإنتاج في أماكن أخرى خارج منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" دار بين الاستقرار والانخفاض مشيرة إلى تراجعات في بحر الشمال والبرازيل. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة في سياسة الطاقة إلى الحكومات الغربية، ارتفاع الإمدادات القادمة من خارج أوبك 1.87 مليون برميل يوميًا في 2018 مقارنة مع توقعات سابقة لارتفاع مقداره 1.8 مليون برميل يوميًا.