رفضت منظمة أوبك الدعوات المطالبة بضخ مزيد من النفط الخام قائلة إن المعروض كاف وإن الطلب علي نفطها هذا العام سيكون أقل مما كان متوقعا من قبل، حيث يحث مستهلكو النفط تمثلهم وكالة الطاقة الدولية أعضاء أوبك علي زيادة الإنتاج لتعويض النقص في المخزونات والحد من ارتفاع الأسعار بعد ان قفز سعر النفط الخام الأمريكي في التعاملات الآجلة إلي 62 دولارا للبرميل بعد أن كان دون 50 دولارا في منتصف يناير . وفي تقريرها عن الأوضاع في سوق النفط لشهر أبريل خفضت أوبك توقعاتها للطلب علي نفطها في عام 2007 بمقدار 120 ألف برميل يوميا إلي 30.28 مليون برميل يوميا وقالت إن ضخ مزيد من النفط لن يحل مشاكل الإمدادات من البنزين. وقال التقرير "علي النقيض من النقص الحالي في سوق البنزين تبدو العوامل الأساسية المتعلقة بالنفط الخام العالمي متوازنة إلي حد كبير عند مستويات انتاج أوبك الحالية." وأضاف "من الواضح نظرا لوفرة إمدادات النفط الخام أن زيادة الانتاج لن تؤدي إلا إلي زيادة المخزونات من النفط الخام ولن تحل مشكلة النقص في منتجات التكرير." وأدت زيادة الطلب علي البنزين في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم اضافة إلي تعطل في بعض المصافي إلي نقص المخزونات وزيادة الأسعار. ويركز تجار النفط علي إمدادات البنزين بالولاياتالمتحدة في الربيع وبداية الصيف حيث يزيد الطلب قبل موسم العطلات الصيفية. وترك تقرير أوبك النمو المتوقع للطلب العالمي علي النفط في 2007 مستقرا عند مستوي 1.3 مليون برميل يوميا أي 1.5 %. ومن المتوقع أن تبلغ الإمدادات من خارج أوبك هذا العام 50.72 مليون برميل يوميا في المتوسط بارتفاع 1.26 مليون برميل يوميا في 2006 وبارتفاع 83 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي. وأظهر تقرير أوبك أن المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي مازالت تخفض المعروض في السوق بعد اتفاقاتها العام الماضي علي خفض الامدادات. وقالت المنظمة نقلا عن مصادر ثانوية إن الدول العشر المشتركة في نظام حصص الانتاج باستثناء العراق وأنجولا خفضت انتاجها في مارس آذار بمقدار 66 ألف برميل يوميا إلي 26.37 مليون برميل يوميا. وقرر وزراء نفط أوبك الإبقاء علي الإمدادات دون تغيير في اجتماعهم في مارس آذار. وكان الوزراء اتفقوا في الاجتماعين السابقين علي خفض الانتاج بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا أي بنسبة 6%. وقال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك إنه ليس هناك حاجة لأن تعقد أوبك اجتماعا قبل موعد اجتماعها المقرر في سبتمبر أيلول المقبل "ما لم تحدث اضطرابات غير معتادة في السوق." ودعت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح للدول الصناعية أوبك مرارا لزيادة إمداداتها وحذرت الأسبوع الماضي من أن المنظمة قد تكون تسببت في نقص كبير في المعروض في سوق النفط. وقالت الوكالة في تقريرها عن شهر أبريل الأسبوع الماضي إن مخزونات النفط في الدول المستهلكة ستشهد هذا العام أكبر انخفاض في الربع الأول في عشر سنوات وقد تنخفض بدرجة أكبر في الأشهر التالية. وأضافت الوكالة "المستوي الراهن لانتاج النفط يشير إلي نقص كبير محتمل في المخزونات في الأشهر المقبلة." ومن جانبها قالت وكالة الطاقة الدولية إن مخزونات النفط في الدول الصناعية، قد تنخفض أكثر في الشهور المقبلة، اذا ما واصل اعضاء "اوبك" تقييد الإمدادات مما يعني بقاء أسعار النفط مرتفعة. وقلص تقرير الوكالة الشهري ، انها قلصت ايضا تقديراتها لحجم الطلب العالمي علي النفط في 2007 بواقع 250 الف برميل يوميا، ليصل الي 85.8 مليون برميل يوميا. وتتراجع مخزونات النفط مع ظهور تأثير تخفيضات الانتاج التي اتفقت عليها "اوبك". وساهم تراجع المخزونات في ارتفاع أسعار الخام الأميركي الي 62 دولارا للبرميل من أقل من 50 دولارا في منتصف يناير وقال تقرير وكالة الطاقة إن "قيود امدادات اوبك منذ الخريف الماضي، تزامنت مع فصلين من السحب الكبير للمخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والانتاج لا يزال أقل من المستوي اللازم لتحقيق الزيادة المعتادة في مخزونات النفط في الربيع"