قال وزير البترول السعودي علي النعيمي امس قبيل اجتماع منظمة أوبك انه راض عن الاوضاع الحالية بسوق النفط وأسعار النفط الحالية وانه يتمني ألا تنحسر وتيرة الانتعاش الاقتصادي وقال النعيمي للصحفيين "أكبر التحديات التي تواجهنا هو الابقاء علي سوق النفط كما هي اليوم. "نحن في وضع مثالي. السوق تحظي بامدادات جيدة. نحن سعداء بالاسعار الحالية." وارتفعت أسعار النفط الي 84 دولارا للبرميل يوم الخميس لتقارب أعلي مستوياتها خلال العام والمسجل في مايو ايار عند 87.15 دولار. وامتنع النعيمي عن التعليق علي المستوي السعري الذي من شانه أن يهدد الانتعاش الاقتصادي الهش لكنه قال ان الدول المنتجة قلقة من احتمال العودة الي الركود. وأضاف "أتنمي ألا نشهد تكرارا للركود. الجميع يبذل قصاري جهده لتجنب ذلك." ومن جانب اخر قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح ان النتيجة الوحيدة المنتظرة من اجتماع منظمة أوبك يوم امس هي ابقاء سياسة الانتاج الحالية دون تغيير. وقال الشيخ أحمد في تصريحات قبيل الاجتماع ان الوزراء سيناقشون هل هناك حاجة لتعديل مستوي الالتزام بأهداف الانتاج الحالية ومن جانب اخر قال ويلسون باستور رئيس منظمة أوبك للصحفيين امس قبيل اجتماع المنظمة ان أسعار النفط في نطاق 75 الي 85 دولارا للبرميل لا تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي. وجدد التأكيد أيضا علي وجود اجماع بين وزراء أوبك علي ابقاء سياسة الانتاج دون تغيير. وقال باستور الذي يشغل أيضا منصب وزير نفط الاكوادور انه وجه دعوة لوزراء أوبك للاجتماع في كيتو في 14 ديسمبر كانون الاول. ومن ناحية اخري بدأ وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) امس اجتماعهم ال 157 وسط اعتقاد بأن تبقي المنظمة علي سياسة انتاجها الحالية دون تغيير لغاية نهاية العام الحالي علي الاقل. واعرب الوزراء اثناء توافدهم لحضور الاجتماع عن الارتياح لمستوي الاسعار الحالي ما يستبعد حدوث مفاجآت كبيرة خلال هذا الاجتماع الذي يتوقع ان يكون قصيرا وان لايستمر لاكثر من يوم واحد فقط. ويستشف من تصريحاتهم انه طالما ظلت الاسعار تسير ضمن نطاق 70 الي 80 دولارا للبرميل وهو السعر المفضل لدولهم علي ما يبدو فانهم سيتجهون لاتخاذ قرار يدعو الي تمديد العمل بالسقف الانتاجي الرسمي للمنظمة وهو 840ر24 مليون برميل في الوقت الحالي. ورغم ارتفاع سعر سلة (اوبك) فوق هذا النطاق السعري مؤخرا الا ان الوزراء ذكروا انه "لا توجد حاجة للعمل علي تهدئة السوق لان الامدادات فيه لاتزال وفيرة" وانه بالاضافة الي امدادات (اوبك) هناك كميات كبيرة من النفط الخام الذي تنتجه دول من خارجها مطروحة في السوق. وسجلت مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة مستوي قياسيا مرتفعا في سبتمبر الماضي كما ارتفعت ايضا في دول متقدمة اخري بشكل كبير جدا في حين مازال الطلب هادئا. الا ان مصادر في المنظمة توقعت ان يثار خلال هذا الاجتماع موضوع الالتزام بالحصص الانتاجية التي جري الاتفاق عليها في اواخر عام 2008 بعد ان تراجع مستوي الالتزام بالتخفيضات الي مستوي 54 بالمائة مما يترك مجالا واسعا ل(اوبك) لزيادة او خفض المعروض وفقا لتحركات السوق. ومن المتوقع ان يدعو الاجتماع كذلك الي تشديد الالتزام بحصص الانتاج في ضوء فائض المعروض في السوق الا ان الممارسات السابقة تشير الي ان ارتفاع اسعار الخام قد يغري بعض الدول الاعضاء علي تجاوز حصصهم الانتاجية بدلا من الالتزام بها. ورغم تذبذب درجة الالتزام بحصص الانتاج المقررة للاعضاء فان المنظمة لم تغير رسميا سياسة انتاجها منذ ديسمبر 2008 حينما استجابت لانهيار الاسعار والركود وتراجع الطلب علي الوقود معلنة عن خفض قياسي في المعروض زاد علي 4 ملايين برميل في اليوم. وتشير تقديرات العرض والطلب حتي الان الي زيادة "معتدلة" في الطلب علي نفط (اوبك) العام المقبل مع تباطؤ ارتفاع الاستهلاك خاصة وسط تقارير تشير الي ان مخزونات النفط ستظل مرتفعة مع تقلص الاستهلاك بسبب الركود الاقتصادي وزيادة الامدادات قليلا من دول خارجها. وكانت منظمة (اوبك) اعربت الثلاثاء الماضي عن الارتياح لمستويات الاسعار الحالية واصفة اياها بأنها "داعمة للانتعاش الاقتصادي في العالم وتشجع الاستثمار في الصناعة النفطية". كما ذكرت في تقريرها الشهري "ان هناك اجماعا عاما في السوق علي ان النطاق الحالي لاسعار النفط بالقرب من النطاق الحالي كانت عاملا مساعدا في النهوض باستثمار مناسب وفي نفس الوقت دعم التعافي الاقتصادي". كما ابقت في السياق ذاته علي معظم توقعاتها لسوق النفط في 2011 بينما رفعتها فيما يتعلق بنمو الطلب العالمي عليه هذا العام ليبلغ 80 الف برميل يوميا الي 13.1 مليون برميل في اليوم الواحد. وحذرت كذلك من احتمالات تقلب الاسعار في المستقبل مؤكدة انه مثلما كان الحال في الماضي فإنها تقف علي اهبة الاستعداد لاتخاذ القرارات الضرورية لدعم استقرار سوق النفط كما قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي امس ان الجزائر تريد أن تري أسعار النفط بين 80 دولارا و100 دولار للبرميل. وقال يوسفي قبيل اجتماع منظمة أوبك في فيينا يوم الخميس "سيكون هذا مستوي مريحا." وأضاف أن الجزائر تشعر بالقلق من تراجع الدولار ومن جانب اخر قال مندوب في منظمة أوبك لرويترز امس ان وزراء المنظمة المجتمعين في فيينا يوم الخميس متفقون "100 بالمئة" علي ترك مستويات الانتاج الحالية دون تغيير. وأضاف المندوب أن اجتماع الوزراء لم ينته بعد لكنهم اتخذوا قرارا بالابقاء علي مستويات الامدادات مستقرة. -قال وزير البترول السعودي علي النعيمي امس ان الطلب علي النفط من الشرق الاوسط سيكون قويا في الربع الاول من العام المقبل. وأضاف النعيمي أن الطلب الاسيوي مازال قويا أيضا. وكان قد بدأ امس وزراء النفط بمنظمة اوبك اجتماعهم قائلين انهم يتوقعون أن يقرروا ابقاء مستويات الامدادات دون تغيير. وكانت المنظمة قد أعلنت في ديسمبر كانون الاول 2008 تخفيضات في الامدادات بواقع 4.2 مليون برميل يوميا وأبقت مستويات الانتاج دون تغيير منذ ذلك الحين. وحددت أوبك الساعة 1400 بتوقيت جرينتش موعدا مبدئيا للمؤتمر الصحفي في نهاية الاجتماع.