يبدو أن الاستطلاع الذي أجرته "روسيا اليوم"؛ قبل أيام حول تبعية حلايب وشلاتين، لم يكن مجرد شكل إعلامي معمول به في تناول قضايا وملفات الساعة كما ذكرت في اعتذارها عنه. فالموقع التابع للقناة الروسية، الذي أشغل غضب المصريين بسببب إجرائه استطلاعًا يتيح التصويت على تبعية أرض مصرية لدولة أخرى، يستخدم في جميع موضوعاته خريطة لمصر دون مثلث حلايب وشلاتين؛ وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام. آخر هذه الخرائط كان "إنفوجراف" حول أقوى الجيوش العربية لعام 2018، والذي احتلت فيه مصر المركز الأول عربيًا تليها الجزائر في المركز الثاني ثم السعودية في المركز الثالث، واستخدمت "روسيا اليوم" خريطة زعمت فيها تبعية حلايب وشلاتين إلى السودان. وتكرر الأمر نفسه، في إنفوجراف آخر حول أزمة البطالة في الدول العربية، مستخدمة الخريطة نفسها التي تزعم تبعية حلايب وشلاتين للسودان، ضاربًا بالمهنية والحيادية التي زعمتها إدارة الموقع في بيان الاعتذار الأخير؛ عرض الحائط، ومشككًا في نواياها. وفي إنفوجراف ثالث، أوضح أعمار الزعماء العرب، تعمد موقع روسيا اليوم، تظليل مثلث حلايب وشلاتين بلون مخالف عن لوني مصر والسودان على الخريطة، للإيحاء بأنها منطقة متنازع عليها ولا تتبع مصر. وكانت "روسيا اليوم"، اعتذرت عبر موقعها الرسمي عقب الجدل المثار بشأن استطلاع للرأي أجرته عبر أحد برامجها بشأن تبعية وهوية "حلايب" مصرية أم سودانية؟ وقالت القناة في توضيحها: "إذ تأسف إدارة قناة روسيا اليوم لما سببه الاستطلاع من استياء لدى الجانب المصري، فإنها توضح أن الغرض منه لم يكن الإساءة لمصر، ولا التشكيك في وحدة أراضيها، بقدر ما هو شكل إعلامي معمول به في تناول قضايا وملفات الساعة"، مؤكدة "مع التزامنا بقواعد الموضوعية والحياد التي تميز تعاطينا الإعلامي مع جميع المواضيع الإخبارية". كما جددت القناة، التأكيد على أن نتائج التصويت المذكور لا تعبر عن رأيها بل عن رأي المشاركين فيه لحظة التصويت، فيما حذفت الاستطلاع من موقعها. وكانت الخارجية المصرية، استنكرت الاستفتاء في بيان رسمي، كما قرر سامح شكري وزير الخارجية قرر إلغاء مقابلة مع الفضائية الروسية كانت مقررة وقتها.