عاشت البعثة الأولمبية المصرية ليلة من ألف ليلة مساء أمس الأول احتفالا بالميدالية الفضية التى أحرزها البطل السكندرى علاء الدين أبوالقاسم فى منافسات سلاح الشيش بعد خسارته فى المباراة النهائية أمام الصينى لى شينج بنتيجة 15/13 فى مباراة عصيبة تابعها الجميع على أعصابه من داخل صالة «إكسيل» بالقرية الأولمبية فى العاصمة البريطانية لندن، خصوصا أن البطل المصرى أصر على استكمال اللعب رغم إصابته فى الكتف وفى اليد. ورصدت «الوطن» الاحتفالات داخل القرية الأولمبية حيث توافد اللاعبون من مختلف الألعاب الأخرى على غرفة علاء لتهنئته على الإنجاز حتى إن أحد اللاعبين قال لزميل له مازحا: «ادخل سلم وخد البركة يمكن ربنا يكرمنا زيه». وحرص اللواء محمود أحمد على رئيس اللجنة الأولمبية المصرية واللواء أحمد الفولى رئيس البعثة الأولمبية المصرية ونائب رئيس اللجنة الأولمبية على التوجه إلى صالة «إكسيل» مباشرة بعد علمهما بتأهل علاء إلى المباراة النهائية وحضرا اللقاء من داخل القاعة مع البعثة الرسمية المصرية، وظل الجميع يهتف باسم مصر عاليا، ويردد هتافات «الله أكبر.. الله أكبر» داخل القاعة بمجرد ارتفاع العلم المصرى على الرغم من عدم عزف النشيد الوطنى لعدم حصول علاء على الذهبية. وتعطلت الاحتفالات المصرية لمدة ساعة كاملة بسبب خضوع أبوالقاسم لاختبارات المنشطات التى جرت عقب مراسم التتويج مباشرة، قبل أن يصل إلى مقر البعثة ليجد الجميع فى انتظاره لتهنئته على الفوز، وفوجئ أبوالقاسم بهجوم من أعضاء البعثة عليه لتهنئته، وما كان منه إلا أنه تمنى للجميع تحقيق نفس الإنجاز. وتعرض أبوالقاسم لحالة شديدة من الإعياء بسبب كم الاتصالات الهاتفية التى انهالت عليه منذ انتهاء مراسم التتويج، واستمر فى الاستجابة لتلك الاتصالات حتى الساعات الأولى من الصباح. فيما حرص السفير حاتم سيف النصر على زيارة البعثة عقب انتهاء المباراة مباشرة لتهنئتهم على الفوز وتحقيق الميدالية، وحرص على تهنئة البطل الأولمبى المصرى الذى نجح فى حصد أول ميدالية للبعثة المصرية. من جانبه، أكد اللواء أحمد الفولى رئيس البعثة أن الميدالية الفضية تمثل أفضل تعويض للبعثة كلها عن الظروف الصعبة التى عاشتها فى الأيام الأولى للدورة الأولمبية الحالية بسبب إخفاقات بعض اللاعبين وعدم توفيقهم. وكشف الفولى عن أن الجميع لم يكن يتوقع هذه الميدالية، على الرغم من أن الطبيعى أن أى لاعب يشارك فى الدورة له فرصة فى الحصول على الميداليات ولكنه يستحق ذلك التتويج نظرا لمستواه الرائع رياضيا وسلوكيا. أكد الفولى أن البعثة المصرية فى القرية الأولمبية بلندن حرصت على إقامة احتفال صغير للاعب لتهنئته على هذا الإنجاز وأن الجميع يعتبرون هذه الميدالية مجرد بداية لمستقبل باهر لهذا اللاعب الموهوب الذى يحتل المركز الثامن عالميا، وعلى أمل أن تكون فاتحة خير لمصر بالكامل لتحقيق المزيد من الميداليات الأولمبية. من جانبه أكد اللواء أحمد إسماعيل رئيس الاتحاد المصرى للسلاح أن الميدالية التى تحققت جاءت بتوفيق من الله، خصوصا أنه كان يجلس قبلها بيوم مع بقية أعضاء البعثة ويتحسرون على عدم حصول البعثة المصرية على أى ميداليات، وقال: الله استجاب لدعائنا، خصوصا أن أبوالقاسم كان يخوض مباراتى قبل النهائى والنهائى فى الساعات الأخيرة للصيام، وكان جميع أفراد البعثة فى حالة دعاء شديد له لتحقيق الميدالية. وأشار إسماعيل إلى أن أبوالقاسم يعد أحد أبرز إفرازات مشروع التميز، الذى وفر له العديد من المعسكرات الخارجية، التى رفعت من مستواه الفنى والبدنى قبل انطلاق البطولة من خلال معسكرين أخيرين فى كوبا وكوريا على الترتيب مما أتاح له فرصة للاحتكاك مع لاعبين على أعلى مستوى ليظهر بهذا الشكل المتميز.