تواصلت المظاهرات فى عدة مدن سودانية أمس الأول، لليوم السادس على التوالى، احتجاجا على رفع الدعم عن الوقود وارتفاع أسعار المحروقات، وأطلقت الشرطة السودانية الغازات المسيلة للدموع، لتفريق الآلاف المطالبين بتنحى الرئيس السودانى عمر البشير، بعد اشتباكات دامية، قالت المعارضة إنها حصدت 111 شهيدا. وتظاهر أكثر من 5 آلاف شخص، فى الخرطوم، بينما خرج نحو 3 آلاف متظاهر فى مدينة «أم درمان»، بعد قمع الشرطة للاحتجاجات، مرددين هتافات: «الحرية.. الحرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وفيما قال مصدر مسئول بوزارة الصحة، لشبكة «الشروق» السودانية: إن شخصين قُتلا، كما أصيب 300 من بينهم 111 شرطيا، نقلت صحيفة «سودان تريبيون» السودانية، عن مصادر طبية سودانية، قولها: «إن 111 شخصا قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات على رفع الدعم عن الوقود وبعض السلع فى (واد مدنى)»، فيما نقلت الصحيفة عن معارضين قولهم إن مئات القتلى سقطوا. أضافت: «هناك سيارات بيضاء لا تحمل لوحات أرقام تجوب الشوارع فى أى مكان وُجد المتظاهرون فيه، وتقوم بقتلهم»، ووصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية ما يواجهه «البشير» حاليا بأنه التحدى الأصعب منذ أن وصل إلى السلطة بعد انقلاب عام 1989. وفى تحدٍّ للوجود الأمنى المكثف، سار المتظاهرون صوب السوق الرئيسية رافعين لافتات «لا.. لا لزيادة الأسعار»، وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع، وهرب بعض المتظاهرين بحثا عن مكان للاحتماء به، بينما ظل أغلبهم فى الشوارع يلقون الحجارة على الشرطة ويشعلون النيران فى إطارات السيارات. وفى وسط الخرطوم، انتشرت شاحنات محملة بالمدافع المضادة للطائرات التى لا تستخدم عادة إلا فى مناطق الصراع مثل دارفور فى غرب السودان، وجاب نحو 100 جندى من الجيش والشرطة وأفراد أمن فى ملابس مدنية منطقة الإدارات الحكومية والبنوك. وقال تليفزيون «سكاى نيوز عربية» إن السلطات السودانية أغلقت مكتبها بالسودان ومنعت مراسلها من العمل وصادرت معداتها، لتصبح بذلك القناة الثانية الممنوعة بعد «العربية». ونددت الولاياتالمتحدة، فى بيان لها أمس الأول، بقمع المحتجين، متهمة السلطات السودانية باستخدام القوة المفرطة، معربة عن انزعاجها من التقارير التى تحدثت عن اعتقال نشطاء وفرض قيود على خدمات الإنترنت وشبكات التليفون المحمول، فى وقت قلل فيه مسئولون سودانيون من أهمية الاحتجاجات، وقال فاتح حسن المهدى، المتحدث باسم حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم، إن ما حدث فى الخرطوم محدود وإنه لم يشارك فى الاحتجاجات أكثر من ألفى شخص، وهو عدد اعتبره محدودا مقارنة بسكان الخرطوم البالغ عددهم 7 ملايين نسمة. وقال وزير الداخلية إبراهيم محمود حمد، لوكالة السودان للأنباء: إن السلطات اعتقلت حوالى 600 شخص للاشتباه فى تورطهم فى أعمال شغب عنيفة وفى أعمال تخريبية، وإنه ستبدأ الأسبوع الجارى محاكمة نحو 100 من «المخربين». وبسقوط قتيلين فى تظاهرات الجمعة، يرتفع العدد الرسمى لقتلى الاحتجاجات إلى 31 معارضا، بينما اتهمت منظمات حقوقية السلطات السودانية بقتل ما لا يقل عن 50 شخصا. وأعلنت الأجهزة الأمنية السودانية مقتل أربعة متظاهرين برصاص مسلحين، ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية قولها: «إن مسلحين لم تعرف هوياتهم أطلقوا النار على متظاهرين فى الخرطوم بحرى، وفى الخرطوم، وأم درمان، وقتلوا أربعة متظاهرين». فى سياق آخر، استدعت وزارة الخارجية السودانية القائم بالأعمال الأمريكى فى الخرطوم، للاحتجاج على عدم منح الرئيس عمر البشير تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة التى بدأت الثلاثاء الماضى.