بين القلق من السيارات و«التكاتك» التى تخترق طابور الصباح بقوة، والمخاوف من سقوط أى تلميذ فى الترعة المجاورة للمدرسة، يقضى أساتذة مدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية المشتركة بمركز ومدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، أصعب نصف ساعة فى يومهم الدراسى، وبدلاً من النظر إلى سارية العلم أثناء تقديم تحية الصباح، تتوجه أنظار الأساتذة إلى صفوف التلاميذ المتراصة فى الشارع، نظراً لعدم وجود فناء أو سور للمدرسة. وتقع المدرسة على أطراف مدينة الإبراهيمية بجوار الزراعات، وتجرى أمامها ترعة مياه عميقة تهدد بابتلاع التلاميذ يومياً أثناء تنظيم طابور الصباح أو فى فترة الفسحة، وحتى لحظة إطلاق جرس الانصراف فى الساعة الواحدة ظهراً، نتيجة تدافع التلاميذ على أولوية الخروج من أبواب الفصول للشارع مباشرة بصورة عشوائية. «الوطن» زارت المدرسة، وتحدثت مع المعلمين القائمين عليها وعاشت معهم معاناتهم فى يوم دراسى كامل.. يقول محمد عمر مدير المدرسة: الحكومة عجزت عن بناء سور، لعدم وجود مكان فضاء أمام المبنى، فالمدرسة تقع وسط الأراضى الزراعية وأمامها بعدة أمتار ترعة مياه وخلفها أرض مملوكة لأحد الأشخاص رفض بيع مساحة منها لتخصيصها لبناء السور وإقامة فناء «حوش» للأنشطة الرياضية وطابور الصباح. وأضاف أن المعلمين ينظمون طابور الصباح كل يوم فى نهر الطريق «اضطرارياً» فى ظل ضيق مساحة المكان، ومرور السيارات والتكاتك بسرعة جنونية وعبور مواشى الفلاحين من قلب صفوف التلاميذ والتلميذات، وذلك بسبب افتقار المدرسة للملعب المخصص لهذه الأنشطة، ما يهدد سلامة التلاميذ ليس فى الطابور فقط، ولكن أيضاً أثناء خروجهم «للشارع» فترة الفسحة التى يقف فيها المعلمون أشبه «بالنضورجية» على جانبى الطريق لمراقبة حركة التلاميذ خوفاً عليهم من السقوط فى الترعة أو التعرض لجرائم الخطف والسرقة فى ظل غياب الوجود الأمنى أمام المدرسة. فى حين، قالت إحدى التلميذات: كل يوم بييجى شباب راكبين «توك توك» بيقعدوا قدام المدرسة يشربوا بانجو ويعاكسوا البنات ويحاولوا يحتكوا بينا ولما بنحاول نصدهم بنتعرض للشتيمة والضرب أحياناً، وتساءلت: «ليه الشرطة بتحمى كل المدارس وسايبة مدرستنا لحد دلوقتى من غير أمن تحت رحمة البلطجية؟».