83 عاماً هى عمر بطولة كأس العالم التى انطلقت فى نسختها الأولى عام 1930، وحُجبت أعوام 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية، وبعد الاستقرار عادت بانتظام عام 1950 وحتى الآن، وخلال 83 عاماً لم يكن لمصر نصيب من المشاركة سوى مرتين، فى النسخة الثانية عام 1934 وتأهل المنتخب المصرى على حساب المنتخب الفلسطينى بالفوز «11-2» بواقع سبعة أهداف مقابل هدف فى القاهرة و4 أهداف لهدف بالقدس، وخرج المنتخب المصرى من البطولة بعد أول مباراة بعد الهزيمة من منتخب المجر «4-2» وسجل هدفى مصر المرحوم اللاعب عبدالرحمن فوزى الذى دخل التاريخ كأول لاعب أفريقى يسجل أهدافاً فى كأس العالم، وهو هداف التصفيات أيضاً بأحد عشر هدفاً فى فلسطين كما حرمه حكم اللقاء من تسجيل هدف رائع ثالث فى مرمى المجر وقتما كانت النتيجة التعادل الإيجابى بهدفين، فقد أحرز عبدالرحمن فوزى الهدف الثالث ولكن الحكم احتسبه «تسلل»، لينتهى اللقاء بفوز المجر «4-2». ويستمر كأس العالم بغياب مصر حتى عاد المنتخب مع إيطاليا مرة أخرى عام 1990 ويخسر وقتها جهود هداف التصفيات هشام عبدالرسول فى حادث سيارة لم يمكنه من المشاركة فى الحدث العالمى، وفى إيطاليا يلعب المنتخب ثلاث مباريات؛ الأولى أمام هولندا ويتعادل إيجابياً «1-1» وأحرز فيها مجدى عبدالغنى هدف مصر الثالث فى تاريخ المونديال وهدف مصر اليتيم فى مونديال 1990، ويتعادل بعدها المنتخب مع أيرلندا الجنوبية تعادلاً سلبياً بدون أهداف، ثم يتلقى الهزيمة الثانية له فى تاريخ كأس العالم أمام المنتخب الإنجليزى بهدف نظيف أحرزه اللاعب مارك رايت «بوتشرز» الملقب بالجزار، لينتهى حلم الفراعنة عند الدور الأول، وينال الراحل محمود الجوهرى المدير الفنى للمنتخب وقتها الإشادة العالمية. ومن وقتها والمنتخب المصرى خارج سباق كأس العالم، ومن اليوم، الجمعة 27 سبتمبر 2013، يتجدد أمل المنتخب فى التأهل لكأس العالم؛ حيث يتبقى من الزمن 53 يوماً على إعادة كتابة التاريخ الكروى لينطلق من 15 أكتوبر فى كوماسى فى تمام الساعة الخامسة وهو موعد لقاء الذهاب أمام منتخب غانا ثم العودة على استاد 30 يونيو «الدفاع الجوى» فى 19 نوفمبر المقبل فى تمام الساعة السادسة، فهل نستطيع كشعب ووطن أن نحقق حلماً غائباً عنا منذ نحو 23 عاماً خلال 53 يوماً، ونقف على ما هو مطلوب منا جميعاً لتحقيق الحلم والانطلاق من ملعب 30 يونيو إلى ملاعب البرازيل 2014. ما يحزننى أن البعض يرى أن الرياضة وكرة القدم ملهاة للشعوب، وأن التفكير يجب أن يكون أولاً فى «لقمة العيش» وأن تأهل المنتخب من عدمه لا يهم الشعب، وأنا أرى أن الوطن الذى تمزق خلال العام الماضى ثم استعاد جزءاً كبيراً من بريقه يستطيع حلم كأس العالم أن يجمعنا معاً تحت علم واحد هو علم مصر.. الرياضة لا تعرف العنصرية، الرياضة لا تعرف التطرف السياسى، والكرة تعرف الجماعية والمصلحة العامة والتقدم والفوز والتعلم من الهزيمة وثقافة الروح الرياضية التى افتقدناها. وما أروع الفرصة والمنحة الإلهية التى جاءت فى وقتها لتلم شمل كل المصريين وتعود بهم للملاعب، الكل يد واحدة، الكل على قلب رجل واحد وهدف واحد، الكل صوت واحد: تحيا مصر.. تحيا مصر، فمن اليوم يتبقى 53 يوماً على لحظة التوحد والحب والسعادة والتأهل لحلم الوصول لكأس العالم وتحقيق هدف واحد: فوز وطن ونجاح شعب من ملعب «30 يونيو».