قال ناشطون معارضون إن سبعة مسلحين ينتمون لجماعة إسلامية متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة، قُتلوا في اشتباكات ضد ميليشيات كردية سورية أمس، مع تزايد العنف بين العرب والأكراد في سوريا. وقالت مصادر بالمعارضة إن القتال الذي وقع في بلدة أطمة على الحدود التركية، وهي طريق هروب رئيسي للاجئين الفارين من الحرب الأهلية، يُظهر كيف أن المنطقة أصبحت ساحة قتال لعدة جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة على الأرض. وأوضحت المصادر أنه بالإضافة إلى المسلحين السبعة الذين ينتمون لجماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة، وبين الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، فإن مجندتين بحزب العمال قُتلتا أيضا بقذائف مورتر على مشارف بلدة جندريس القريبة. ومنذ بدء الانتفاضة في سوريا، انسحبت قوات الرئيس بشار الأسد من مناطق كردية، بما في ذلك عفرين حيث توجد أطمة، ما أعطى سيطرة فعلية لحزب العمال الكردستاني على تلك المناطق. وبينما يتنشر الخوف بين الأكراد من سيطرة محتملة للإسلاميين إذا سقط الأسد، يتعرض حزب العمال الكردستاني لانتقادات من جماعات كردية أخرى لإقامته روابط مع قوات الأسد، كما تُوجه إليه اتهامات بقتل نشطاء أكراد سلميين، وهي اتهامات تنفيها الجماعة. وقال الناشط المعارض محمد عبدالله، إن ضباطا من جيش الأسد زاروا زعماء لحزب العمال في جندريس الأسبوع الماضي؛ لمناقشة التعاون العسكري، ما دفع مسلحي المعارضة إلى شن ضربة وقائية، موضحا أن "هناك اعتقاد بأن الأكراد يحصنون جندريس، في إطار خطة لإقامة منطقة كردية في عفرين بمساعدة من النظام". وأكد ناشط آخر في البلدة أن حزب العمال اتخذ مواقع في أرض مرتفعة حول أطمة. وأضاف قائلا: "معظم أطمة الآن في مرمى رؤية قناصة حزب العمال الكردستاني. هناك اشتباكات بالقذائف الصاروخية تقع على التلال". ويشكل الأكراد نحو 10% من سكان سوريا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، ويتركزون في عفرين ومناطق أخرى شمال غرب سوريا، وفي أجزاء من دمشق، وفي منطقة القامشلي المنتجة للنفط شمال شرق البلاد، حيث يدور قتال شديد أيضا بين الأكراد ووحدات من مسلحي المعارضة وقبائل عربية تعارض حكما ذاتيا فعليا للأكراد. وسعيا لإصلاح الروابط مع الطائفة الكردية، حاول زعماء للمعارضة السورية في المنفى أثناء اجتماع في إسطنبول الشهر الجاري، توسيع الائتلاف الوطني السوري ليشمل أعضاء من المجلس الوطني الكردي، وهو تجمع للأحزاب الكردية الرئيسية لا يشمل حزب العمال الكردستاني، لكن المسعى تأجل، مع مناقشة الائتلاف تفاصيل إعلان مشترك مع المجلس الكردي يحدد الأكراد على أنهم شعب منفصل في سوريا موحدة.