أجمعت الصحف العالمية على أن قرار القضاء المصرى بحظر جماعة الإخوان ضربة موجعة للجماعة ولكنه سيذكى نيران العنف والإرهاب ولن يقضى على الجماعة التى اعتادت العمل تحت الأرض لعقود. وقالت مجلة «ذا ويك» الأمريكية إن حكم حظر أنشطة الجماعة قد يأتى بنتائج عكسية وينفجر فى وجهها. وأرجعت هذا إلى أن الحركات الإسلامية تعرف كيفية البقاء على قيد الحياة بل والنمو بشكل سرى، وأن الإسلاميين، خاصةً الشباب منهم، سيكون لديهم، الآن أكثر من أى وقت مضى، أسباب للانضمام إلى الجماعات الإرهابية المتمردة التى يمكن أن تنازع السلطات المصرية لسنوات قادمة. ووصفت المجلة الحكم بأنه يعطى الحكومة الحالية والجيش «شيك على بياض» لمواصلة حملاتهم على أى جماعة مرتبطة ولو من بعيد بجماعة الإخوان ولكن الجماعة سبق وأثبتت قدرتها على العمل تحت الأرض حين تم حظرها عام 1954 حتى عادت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك. ووصفت مجلة «تايم» الأمريكية وضع الجماعة ب«سندريلا» التى نفد الوقت المسموح لها بالبقاء خلاله فى الحفلة وحان وقت عودتها مرة أخرى لما كانت عليه منذ سنوات وهو العمل السرى تحت الأرض. وأضافت أن الجماعة تعامل على أساس أنها محظورة منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، ولكن تأكيد حكم المحكمة لهذا القرار ينذر بحملة وشيكة على جماعة الإخوان لم تشهد مثلها منذ عام 1954 فى عهد جمال عبدالناصر. وقالت المجلة: رغم حكم المحكمة بحظر الجماعة فإن الإخوان لم يقتربوا من نهايتهم بعد، مشيرة إلى رد قيادات الإخوان «أن الجماعة باقية بأمر الله وليس بحكم من المحكمة أو بأمر السيسى». ووصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الحكم ب«ضربة مدمرة» لجماعة الإخوان، فهو يمنح غطاء قانونيا للحكومة لتوسيع حملتها المؤثرة بالفعل على جماعة الإخوان وسيزيد على الأرجح من مشاعر الغضب التى بدأت تتفجر فى شكل هجمات على الشرطة وقوات الأمن فى منطقة سيناء وحتى فى قلب القاهرة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال«بى بى سى» أن الحكم كان متوقعا، فمنذ الإطاحة بالرئيس مرسى أدرك الكل أن أيام الجماعة فى الساحة السياسية معدودة. وأضافت ال«بى بى سى» أن الجماعة لم تقبل بالحكم واعتبرته حكما سياسيا ويندرج فى إطار ما وصفته بالمحاولات الرامية إلى القضاء على المعارضة الحقيقية فى مصر، ونقل التقرير عن القيادى الإخوانى «علاء البحار» قوله: «إن الحكم لن يؤثر على أنشطة جماعة الإخوان». وأضافت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية أن المحكمة المصرية حكمت بحظر جماعة الإخوان من القيام بأنشطة داخل البلاد لأن هذا بالضبط هو ما تريده الحكومة المؤقتة من أجل القضاء على الاضطرابات المستمرة منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى. وذكرت القناة أن هذا الحكم يمكن الطعن عليه، مشيرة إلى أنه ضربة شديدة لكل داعمى الإخوان ويفتح الباب أمام السلطات المصرية لتعقب تلك المجموعات.