أعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، التابعة لوزارة الصحة، خلال مؤتمر عُقد فى مقر هيئة التدريب والتطوير، اليوم، عن نتائج المسح القومى ل«الاضطرابات النفسية» على مستوى البلاد، لعينة عشوائية بلغ حجمها 22 ألف أسرة ممثلة للتوزيع الجغرافى فى جميع المحافظات، بالاشتراك مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وأساتذة من أقسام الصحة العامة والإحصاء فى الجامعات، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية، حيث أظهر المسح أن نسبة 7% من العينة الممثلة للمجتمع المصرى يعانون «اضطرابات نفسية»، وأن أهالى محافظة المنيا هم «الأكثر اكتئاباً» على مستوى المحافظات. المسح القومى: 24.7%يعانون من «أعراض نفسية».. و3.1% مكتئبون.. و1.6% مصابون بالقلق.. وسكان «الريف» أكثر اضطراباً من «المدن» وأُعلن خلال المؤتمر عن إجراء مسح مقطعى لعينة عشوائية من أفراد الأسر البالغين والمقيمين فى المنازل فى شكل زيارات منزلية، بهدف الكشف عن الأعراض النفسية المنتشرة وتشخيص الاضطرابات النفسية، طبقاً لمعايير التشخيص العالمية، مع الوصف الديموغرافى لها، وقد تم فحص 31639 شخصاً بمعرفة فريق مدرب من الباحثين. وقالت الدكتورة منن عبدالمقصود، أمين عام أمانة «الصحة النفسية»: إن نتائج الدراسة وفق المسح الأولى أظهرت أن نسبة 7% من العينة يعانون من اضطرابات نفسية، أغلبها فى شكل اضطرابات المزاج، خصوصاً اضطراب الاكتئاب، يليه تعاطى المواد المخدرة، ثم القلق والتوتر ثم اضطرابات الذهان «الفصام»، موضحة أن نسبة انتشار اضطرابات القلق فى المناطق الريفية أكثر من المناطق الحضرية، وأن نسبة انتشار اضطرابات «سوء استخدام العقاقير» أكثر فى المناطق الريفية. وأكدت الدراسة، وفق «عبدالمقصود»، أن انتشار الاضطرابات النفسية أكثر فى المناطق الريفية، مقارنة بالمناطق الحضرية، مؤشر على مدى الحاجة إلى توجيه تخطيط الخدمات النفسية إلى هذه المناطق الريفية، مع الإشارة إلى ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات النفسية، خصوصاً «الاكتئاب» فى محافظة المنيا، وهى واحدة من أكبر محافظات الصعيد. وأضافت «عبدالمقصود» أن «الدراسة أظهرت أن التاريخ العائلى للاضطرابات النفسية هو واحد من أكثر العوامل المؤثرة فى ظهور الاضطراب، بينما ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة وممارسة الهوايات تساعد بشكل كبير على انخفاض انتشار الأمراض النفسية، وهو ما يدل على أهمية إدراج الأنشطة الاجتماعية فى الحياة اليومية، حيث تؤكد الأبحاث العالمية والمحلية أهمية العلاجات النفسية بجانب العلاج الدوائى فى بناء المهارات وتقليل التعرّض للاضطرابات النفسية. وأوضحت «عبدالمقصود» أن «غالبية الاضطرابات النفسية حسب الدراسة تظهر فى شكل اضطرابات مزاجية، تتطلب الرعاية بالمريض، خصوصاً فى النوبات النشطة للمرض، مما يعد مؤشراً واضحاً لأهمية الاستمرار فى خطط تطوير خدمات الصحة النفسية، كما يؤكد البحث الحاجة الماسة إلى استمرار الجهود المبذولة لتوسيع الخدمات فى المناطق الأكثر حاجة إلى الخدمات النفسية وإزالة الوصمة عن المرض النفسى وزيادة إقبال المريض على خدمات الصحة النفسية للحصول على أفضل خدمة ممكنة». وكشفت الدراسة عن أن نسبة انتشار الاضطرابات النفسية على مدار العام فى العينة الممثلة للمجتمع المصرى، التى تم فحصها ما يقرب من 1 إلى 4 أشخاص من المفحوصين، بمعدل 24.7%، أى ربع العينة، وأن الاضطرابات الأكثر انتشاراً بين العينة هى اضطرابات المزاج «الاكتئاب»، بمعدل 43.7%، أى 3.1% من المصريين، وهناك 1.6% يعانون القلق، فيما جاءت اضطرابات تعاطى المخدرات فى المركز الثانى بنسبة 30%، وهو ما يوضح أهمية زيادة الاهتمام بتخطيط خدمات علاج الإدمان على مستوى الجمهورية بشكل أكثر فاعلية. وأضافت رئيس أمانة الصحة النفسية أن 0.4% من المصابين بالاضطرابات النفسية يتلقون العلاج فقط، وهناك 0.19% يعانون اضطرابات الذهنية و2.17% يعانون من اضطرابات المخدرات. ونوّهت الدراسة بأن «هذه النتائج هى الأقل حول تواتر الاضطرابات النفسية فى أى مجتمع، تم الكشف عنها فى جميع أنحاء العالم، حيث كانت اضطرابات القلق هى الاضطرابات الأكثر انتشاراً فى الولاياتالمتحدة». من جانبه، قال الدكتور هشام رامى أمين عام الصحة النفسية، فى كلمته خلال المؤتمر، إن «المسح القومى للاضطرابات النفسية هو البحث الأول من نوعه لحصر انتشار الاضطرابات النفسية فى جميع المحافظات على مدار عام واحد. كما أنه يعد واحداً من عدة أبحاث تم تفعيلها تبعاً لتوجيهات الدكتور أحمد عماد الدين راضى وزير الصحة والسكان، من أجل إعداد خريطة صحية لمصر، وفى إطار اهتمام الوزارة بالارتقاء بالخدمات الصحية النفسية فى جميع أنحاء الجمهورية، ورفع كفاءتها، لتنضم إلى منظومة التأمين الصحى التى ستقدم نقلة نوعية غير مسبوقة فى الخدمات الطبية على المستوى القومى». وتم خلال إعلان المسح تكريم عدد من الأطباء الذين شاركوا فى إعداد الدراسة الخاصة بالصحة النفسية فى المحافظات.