المحافظات: «ضلمة» حاضرة.. وحكومة غائبة

عادت أزمة انقطاع التيار الكهرباء إلى محافظات مصر، وعمّ الظلام فى المدن والقرى والنجوع، واشتكى الأهالى من انقطاع التيار نهاراً فى الصعيد رغم حرارة الجو، إضافة إلى تزايد حوادث السرقة، فى قرى وجه بحرى نتيجة انقطاع التيار ليلاً. وانتشرت حالة من الغضب بين المواطنين، نتيجة تعرض الأطعمة للتلف، وأرجع مسئولون ب«الكهرباء» الانقطاع المتكرر إلى ارتفاع درجات الحرارة ونقص الوقود. فى الأقصر، انقطعت الكهرباء على مدار الأيام الماضية عن أجزاء كبيرة من المحافظة لأوقات تتراوح ما بين «ساعة وساعتين»، وقال طارق محمود، موظف، إنه شارك فى ثورة 30 يونيو، بسبب سوء الخدمات، وعلى رأسها مشكلة انقطاع الكهرباء، مطالباً الحكومة بالبحث عن حل جذرى للمشكلة. وفى أسوان، شهدت محافظة السد العالى، المصدر الأول لتوليد الكهرباء فى مصر، عودة لانقطاع التيار الكهربائى عن عدد كبير من مناطق المحافظة، حيث انقطع التيار عن مناطق وسط المدينة والخزان وطريق السادات وكيما والسد وعدد من مراكز المحافظة، خاصة مركز إدفو، وسط استياء شديد من أهالى أسوان. وأكد اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، فى تصريح خاص ل«الوطن» أن انقطاع التيار ليس بسبب سبيل تخفيف الأحمال وإنما جاء نتيجة لأعطال مفاجئة. وفى الدقهلية، زاد انقطاع التيار الكهربائى على ثلاث مرات خلال اليوم الواحد بمدينة المنصورة، وشهدت القرى معاناة حقيقية، حيث وصلت ساعات قطع الكهرباء إلى أكثر من 6 ساعات فى بعض المناطق، وخاصة مع دخول الليل، وتسبب الانقطاع المستمر للكهرباء فى إغلاق عدد كبير من المحلات التجارية، ولجأت المحلات الكبرى إلى تشغيل مولدات احتياطية.
وكان أكبر تأثير لانقطاع الكهرباء على مصنع سماد طلخا الذى يتسبب قطع التيار الكهربائى به إلى إحداث عملية تفريع للغازات الموجودة به فى الهواء وهو ما يتسبب فى اختناقات بين سكان مدينتى المنصورة وطلخا بسبب غاز النشادر الخانق. وقال المهندس العدل على العدل، وكيل وزارة الكهرباء بالدقهلية، إن زيادة الأحمال فى أوقات الذروة وزيادة درجات الحرارة، تجبرنا على اللجوء لتخفيف الأحمال حسب الخطة المعدة سلفاً.
وفى كفر الشيخ، شمل انقطاع التيار الكهربائى مراكز المحافظة وقراها، وعادت الشوارع والمنازل للظلام ليلاً، وزادت جرائم السرقات، ولجأ المواطنون لمولدات الديزل مرة أخرى.