سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بورسعيد بين عدوان 56 وأحداث 2013: الدم واحد بعد العدوان الثلاثى رسم أطفال المدينة لوحات لشهداء وأمهات ثكالى يبكين أولادهن.. وفى عام 2013 رسم أبناؤهم نفس اللوحات ليجسدوا مأساة مدينة أطاحت بها الحرب والسياسة
بين أحداث العدوان الثلاثى عام 1956 وأحداث بورسعيد فى 2013، مرت المدينة الساحلية بالعديد من الأزمات والمحن، تركت تأثيرا كبيرا على أطفال بورسعيد الذين يعيشون الموت أكثر مما يتمتعون بالحياة، فى عام 1956 وفور انتهاء العدوان الثلاثى، قام كل من محمد لبيب وزوجته صديقة حسنين، مدرسى رسم، بإقامة ورشة عمل فنية لأطفال بورسعيد ايماناً منهما بفاعلية الرسم والفن كوسيلة للعلاج النفسى والتعافى من آثار صدمة المشاهد المروعة التى عاشوها خلال الحرب. وفى عام 2013، دعت مجلة «الراوى»، التى تهتم بالتاريخ المصرى مع طارق لبيب نجل الزوجين، وبالتعاون مع جاليرى «جنة» ببورسعيد، أطفال المدينة مرة أخرى للتعبير عن أنفسهم من خلال الرسم، بعد الأحداث الجسام التى تعرضت لها مدينتهم خلال عام 2013 وذلك من خلال معرض «أطفال بورسعيد 1956 - 2013». محمد البرلسى، مدير جاليرى «جنة»، قال إن الأحداث التى مرت بها بورسعيد منذ ثورة 25 يناير، مروراً بحادثة «الاستاد»، وانتهاء بأحداث العنف فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، ألقت بظلالها على أطفال المدينة، وجعلت الأجواء وكأنها حرب: «البلد كلها اختلفت، وكأننا فى بلد غير البلد، كل الناس حزينة وأصبحت بورسعيد بتنام من المغرب، رغم الروح الجميلة اللى كانت بتتميز بيها تلك المدينة سابقاً»، وأضاف «البرلسى»: «كثير من الرسومات تشابهت بين عام 1956 وعام 2013، فحالة الحرب والحزن التى سادت رسومات 56، تتشابه إلى حد كبير مع ما رسمه الأطفال بعد الثورة، وهناك مشاهد تشابهت بعينها فى الرسومات، مثل صورة الأم التى تحمل ابنها الشهيد وتبكى بشدة». المفارقة فى المسابقة الفنية تتمثل فى وجود أطفال يشاركون فى مسابقة عام 2013، وكانت جدتهم قد شاركت فى مسابقة عام 56. عدد الأطفال المشاركين 31 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عاما. ياسمين الضرغامى، رئيسة تحرير مجلة الراوى، أكدت أن الأطفال أدهشوا الجميع برسوماتهم التى جسدت حقبة تاريخية مهمة تمر بها المدينة من خلال الرسم: «رسموا مذبحة مباراة كرة القدم، وحوادث إطلاق النار على جنازات الضحايا، وأزمة البنزين واحتفالات أهالى المدينة المتحدية لحظر التجول فى بدايات عام 2013». كان الهدف من هذا المعرض الفنى هو مساعدة الأطفال فى تجاوز المحنة النفسية التى مرت بهم، وبالفعل نتج عن المعرض عدد من الرسوم المذهلة التى صورت المشاهد المروعة التى عاشها الأطفال، وأكدت «الضرغامى»، المهتمة بمجال الآثار والتراث، أن الرسومات لاقت نجاحاً كبيراً وطافت عدة عواصم حول العالم، حتى استقرت أصولها فى الأكاديمية المصرية بروما.