دعت منظمة العفو الدولية، أمس، الدول المصدرة لمعدات مكافحة الشغب إلى تعليق تسليمها، بما فيها الغازات المسيلة للدموع، على خلفية أعمال العنف المفرطة التى انتهجتها قوات مكافحة الشغب التركى ضد المتظاهرين السلميين، ومقتل الشاب أحمد أتاكان بعد إصابته بقنبلة مسيلة للدموع فى رأسه. وقال آندرو جاردنر، الباحث فى منظمة العفو الدولية، إن «الشرطة التركية عادت إلى إساءة استخدام القوّة فى الاستجابة للتظاهرات». وأشارت «العفو الدولية» إلى أن «أمريكا والهند والبرازيل وبلجيكا والصين وبريطانيا وكوريا الجنوبية وإسرائيل»، من بين الدول المزودة للشرطة التركية بتلك المعدات، لافتة إلى أن تقارير إعلامية قالت إن «شحنات من معدّات مكافحة الشغب قادمة إلى تركيا». وأضاف «جاردينز»: «ندعو الحكومات إلى اتخاذ موقف للضغط على تركيا لاحترام حق الاحتجاج السلمى». واستخدمت الشرطة التركية الغازات المسيلة للدموع لفض الاعتصامات المناهضة للحكومة فى عدد من المدن، لليوم الخامس على التوالى، بعد أن كانت احتجاجات مشابهة فى أنقرة قد خرجت، للاعتراض على إنشاء مركز دينى يضم مسجدين أحدهما للسنة، والآخر لإحدى الطوائف الشيعية. وأشار نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى إلى أن اضطرابات محدودة وقعت فى مدينتى أنطاليا وأنطاكية الساحليتين على البحر المتوسط، واستمرت حالة الكر والفر بين قوات الأمن المدعومة بالعربات المصفحة ومدافع المياه والشباب فى شوارع (كاديكوى) فى الجانب الآسيوى من إسطنبول. من جانبه، قال الكاتب التركى مراد يتكين، فى مقال له بصحيفة «حرييت» التركية، إن «أردوغان هاجم حزب الشعب الجمهورى المعارض بضراوة فى خطابه الأخير أمام جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك، وتكرار ذكر الحزب فى الخطابات الأخيرة جعل المواطنين يتعرفون على أنشطة الحزب من خلال أردوغان نفسه، الذى عمد إلى اختزال المعارضة التركية بأكملها فيه». وأضاف: «أيضاً حزب الشعب يقوم بحملة دبلوماسية فى عواصم الشرق الأوسط، التى لا يمكن لأردوغان الذهاب إليها بسهولة الآن، خاصة أن حزب الشعب يتحدث عن زيارة إلى غزة، وإذا قبلت حكومة غزة، التى تملك علاقات جيدة مع الحكومة التركية، الجلوس مع وفد حزب الشعب، فإن هذا قد يعنى أن هناك توازنات جديدة فى منطقة الشرق الأوسط». فى سياق منفصل، نقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، فى تقرير لها مساء أمس الأول، عن النائب العام لجنوب تركيا، قوله إن «مجموعات من المقاتلين السوريين كانوا يبحثون إمكانية شراء مواد يمكن أن تساعد فى إنتاج غاز (السارين) السام، وهو ذاته السلاح الكيماوى الذى يحقق فى استخدام النظام السورى له فى مدينة الغوطة الشرقية». وقالت تقارير إعلامية تركية إن «مواطنا سوريا يدعى (هيثم قصاب)، كان فى تركيا لمحاولة شراء هذه المواد لمجموعات إسلامية مثل جبهة (النصرة)، التابعة لتنظيم (القاعدة) ولواء (أحرار الشام)»، مؤكدا أنه تم توجيه الاتهام فى هذه القضية إلى خمسة مواطنين أتراك آخرين، الذين أكدوا عدم تورطهم فى القضية، وبراءتهم من هذه التهم.