نظم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم، زيارة لوفد الإعلاميين الأفارقة المشارك بالدورة التدريبية العربية التاسعة إلى معبد الكرنك في ختام جولتهم السياحية، بمدينة الأقصر في ثالث أيام مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بدورته السابعة في إطار التعاون الإفريقي الدولي بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الثقافة المصرية وإدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية. وأفاد بيان للمجلس، إنه صاحب الوفد مرشدًا سياحيًا قدم لهم معلومات تاريخية وافية عن المعبد، موضحًا لهم أنه يعد أحد أشهر الآثار التي تميز مصر عمومًا والأقصر على وجه الخصوص، ويعتبر أكبر دار للعبادة في العصر القديم، فهو مخصص للإله آمون، وبناه أجيال من الملوك المتعاقبة، لكن يظل رمسيس الثاني أحد أهم من ساهموا في بنائه، ولا سيما أنه من أتم وأنهى بناء هذا الصرح العملاق. وأوضح المرشد لهم إن سبب تسمية المعبد بهذا الاسم، نسبة لمدينة الكرنك، وكلمة "كرنك" تعني الحصن المنيع، حيث بناه الفراعنة ليكون بمثابة حصن وملاذ آمن لكل باحث عن الأمان، كيف لا وهو في المكان المخصص لعبادة آمون، أحد أشهر وأهم الآلهة آنذاك. وأوضح مسؤول الإرشاد للإعلاميين الأفارقة إن المعبد يتكون من 10 صروح ملكية، علاوة على معبد رمسيس الثالث، معبد آمون، حديقة آمون، البحيرة المقدسة، مسلة الملكة حتشبسوت، مسلة الملك تحتمس الأول، بالإضافة إلى بعض الصروح والأبنية الفرعونية الأخرى. ورأى الإعلاميون الأفارقة بمعبد الكرنك نص معاهدة السلام التي عقدها الملك رمسيس الثاني مع ملك الحيثيين، وهي أقدم معاهدة سلام عرفتها البشرية، كما شاهدوا مخطوطات ونقوش تصور انتصارات الملك تحتمس الثالث، ورمسيس الثاني، ورمسيس الثالث في الحروب التي خاضوها ضد الآشوريين والحيثيين. وشاهد الوفد داخل المعبد البحيرة المقدسة أحد أهم مظاهر التدين عند المصريين القدماء، ولاحظوا بقايا مسلات وأنقاض معابد تم بنائها في عهد الملكة حتشبسوت، وتم تدميرها لغرض ما، موضحًا لهم مسؤول الإرشاد إن المؤرخين، أوضحوا السبب في ذلك إلى قيام الملك تحتمس الثالث بمحاولة محو كل ما تركته الملكة حتشبسوت من آثار، أو أي تدوين لمنجزاتها على الجدران، ولا يزال المؤرخون حتى وقتنا هذا يدرسون ويحللون أسباب هذا الخلاف التاريخي بين اثنين من أكبر ملوك الحضارة الفرعونية. وترجم مسؤول الإرشاد بترجمة النقوش والبرديات التي يزخر بها المكان الفريد، كما أطلغ الأفارقة على عرض الصوت والضوء المعروض ليلًا بالمعبد، باستخدام المؤثرات الصوتية والبصرية والضوئية لشرح التاريخ المصري القديم، ولاسيما تاريخ معبد الكرنك وتطوره عبر العصور والأزمان المختلفة.