أثار تجاهل الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، دعوة الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة ومؤتمر عمال مصر، لحضور الاجتماع الموسع الذى عقده مع مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ونقاباته العامة والفرعية والاتحادات العمالية المحلية، غضب واستنكار مجلس إدارة الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة. وقال كمال أبوعيطة، رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، إن رئاسة الجمهورية لم توجه له الدعوة للقاء «مرسى» أسوة بالدعوة التى وجهتها لمجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر. وأضاف ل«الوطن» أنه لا توجد أى خلافات مع النظام الحالى، وأن الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة على استعداد للتعامل مع أى مسئول بالدولة، وأن الرئيس إذا كان ينحاز للقوى الاجتماعية ولأصحاب المصلحة الحقيقية، فكان عليه ألا يتجاهل دعوة الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة. وأشار أبوعيطة إلى أن مجلس إدارة الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة فوجئ بتجاهل دعوته لحضور الاجتماع لمناقشة القضايا العمالية الراهنة على الساحة ومطالبها، واستنكر دعوة الدكتور مرسى لاتحاد العمال، قائلا إنهم مجرد لجنة إدارية مؤقتة عينها الدكتور أحمد حسن البرعى، وزير القوى العاملة الأسبق، ولا تمثل عمال مصر، وأضاف: «إذا أراد رئيس الجمهورية توثيق علاقاته بلجان إدارية معينة وليست منتخبة ومناضلة فهذا اختياره». ورأى الدكتور أسامة عبداللطيف، عضو المكتب التنفيذى بالاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، أن المرحلة التى تمر بها البلاد بحاجة إلى لم شمل الحركة العمالية والاستماع إلى وجهات نظر جميع الأطراف؛ لأن الحركة العمالية ليست قائمة على فصيل عمالى واحد، وكان عليه دعوة كل من له علاقة بالحركة النقابية والعمالية؛ خصوصا أنها تضم أكثر من اتحاد وفصائل نقابية مستقلة، وقال إن تجاهل الرئاسة لاتحاد النقابات المستقلة، الذى يضم مليونى عامل، من شأنه إثارة أزمة، خصوصا مع حديث الرئيس عن مشروع النهضة الذى يتطلب تكاتف الجميع. من جانبه، قال كمال عباس، رئيس دار الخدمات النقابية، إن ممثلى اتحاد العمال الذين قابلهم الرئيس هم نفس الوجوه التى طالب عمال مصر على مدار السنوات السابقة بالتخلص منها، ولم يخل أى احتجاج عمالى من مطلب إقالة اللجنة النقابية التابعة لهذا الاتحاد. وأضاف عباس أن مرسى لم ير ذلك، وعاد ليكرر نفس أخطاء النظام السابق بلقاء وفد اتحاد العمال المنحل الذى لا يمثل عمال مصر، ليسبغ بذلك شرعية عليهم. وأوضح أن الرئيس لم يناقش مع وفد اتحاد العمال قانون الحريات النقابية المقدم منذ شهور طويلة ولم يعرف بعد طريقه إلى النور، ليؤكد بذلك استمرار ذات النهج القديم بتأميم الحركة العمالية والنقابية لمصلحة الحاكم، بعيدا عن علاج مشاكل العمال. وقال عباس: إن مؤتمر عمال مصر الديمقراطى، ودار الخدمات النقابية والعمالية يؤكدان أن لقاء الرئيس وفد اتحاد العمال المنحل بحكم المحكمة الدستورية العليا لا ينفصل عن الحملة الشرسة خلال الأسابيع القليلة الماضية، التى قادها مسئولون من حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان المسلمين، لملاحقة الاحتجاجات العمالية باتهامات بأنهم عمال مأجورون يتقاضون أموالا لنشر الفوضى، وهى ذات الاتهامات التى كان يوجهها نظام مبارك للعمال.