سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المبادرة الروسية تشير لانتصار «موسكو» فى الحرب الباردة الجديدة «أوباما»: ندرس المبادرة مع الإبقاء على «الضغط العسكرى».. والأمم المتحدة: المعارضة والنظام ارتكبا جرائم حرب
أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة ما إذا كانت الخطة الروسية لضمان أمن الأسلحة الكيماوية السورية يمكن أن تجنبها الضربة الأمريكية المحتملة، متعهدا بإعطاء الدبلوماسية فرصة، إضافة إلى دراسة المبادرة جيدا، مع إبقاء «الضغط العسكرى». وقال «أوباما»، فى خطاب إلى الشعب الأمريكى مساء أمس الأول: «إن هناك مشاهد مثيرة للاشمئزاز فى هذه المجزرة التى ارتكبها النظام السورى»، متعهدا بالإبقاء على القوات الأمريكية فى مواقعها بالقرب من السواحل السورية، للإبقاء على الضغط العسكرى على النظام السورى، فيما تتواصل المساعى الدبلوماسية، مؤكدا أن المبادرة قد تؤدى إلى إزالة خطر الأسلحة الكيماوية دون اللجوء إلى القوة، خصوصا أن روسيا من أقوى حلفاء الأسد. وأكد الرئيس الأمريكى أنه من غير المطروح ألا ترد أمريكا على الهجوم الكيماوى المزعوم، مشيرا إلى أنه يدرك أن الأمريكيين سئموا تكلفة النزاعات الخارجية فى حربى أفغانستان والعراق، متعهدا بعدم شن حروب جديدة، وإنما توجيه ضربة عسكرية محدودة جدا توجه رسالة إلى «الأسد» لا يمكن لأى بلد آخر توجيهها. وطلب «أوباما» من «الكونجرس» الأمريكى إرجاء التصويت على طلبه بالتفويض لاستخدام القوة العسكرية فى سوريا، وهو ما لاقى قبولا من «الكونجرس»، الذى أعلن أنه سيؤجل التصويت إلى الأسبوع المقبل على الأقل بناءً على طلب «أوباما»، وأنه «موافق على الانتظار» لإعطاء فرصة للدبلوماسية بشأن سوريا. وأعلن البيت الأبيض، فى بيان له أمس، أن ثمانى دول أخرى، من بينها الكويت، وقعت بيانا يندد بسوريا بسبب الهجوم الكيماوى، ليرتفع بذلك العدد إلى 33 دولة موقعة على البيان. ونفت الإدارة الأمريكية أن تكون المبادرة الروسية قد جاءت بالصدفة، وإنما كانت موضع بحث مع الروس منذ أشهر. وقدمت فرنسا مشروع قرار إلى مجلس الأمن، يقضى بإصدار سوريا إعلانا كاملا عن برنامجها الكيماوى فى غضون 15 يوما لا أكثر، وأن تفتح على الفور جميع المواقع المرتبطة به أمام مفتشى المنظمة الدولية، وإلا واجهت إجراءات عقابية. وأضافت مسودة القرار: «فى حالة عدم تقيد السلطات السورية ببنود هذا القرار، تتبنى الأممالمتحدة مزيدا من الإجراءات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة». وأعلنت الرئاسة الفرنسية، فى البيان الختامى لاجتماع مجلس الدفاع الوطنى أمس، أن «فرنسا تبقى على استعداداتها لمعاقبة النظام السورى. وتصميم فرنسا على استطلاع كل السبل فى مجلس الأمن، جاء لإفساح المجال أمام رقابة فعالة». من جانبها، أعلنت الأممالمتحدة، فى أحدث تقرير لمحققيها أمس، أن قوات الحكومة السورية قتلت مدنيين وقصفت مستشفيات وارتكبت جرائم حرب أخرى، إلا أن قوات المعارضة، ومن بينها مقاتلون إسلاميون أجانب، ارتكبت جرائم حرب من بينها الإعدام وأخذ رهائن وقصف أحياء مدنية. وأعلن وزير الخارجية السورى وليد المعلم، فى تصريحات له مساء أمس الأول، أن بلاده تنوى الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، وأنها مستعدة لتقديم معلومات بشأن مخزوناتها من تلك الأسلحة. وقال عبدالقادر صالح، المتحدث باسم ائتلاف جماعات المعارضة السورية: إن واشنطن بدأت توزيع بعض الأسلحة «الفتاكة» على مقاتلى المعارضة، مؤكدا أن واشنطن أدركت أن آليات المجلس العسكرى الثورى تم اختبارها بشكل جيد وتأكدت أن الأسلحة لن تقع فى الأيدى الخاطئة. ووصف عبدالجبار العكيدى، قائد المجلس العسكرى الثورى، المبادرة الروسية بأنها «صفقة قذرة»، مؤكدا أنها محاولة لإخراج «أوباما» من الأزمة، وأن نزع السلاح الكيماوى يخدم إسرائيل وليس الشعب السورى. وقال فلاديمير جيرينوفسكى، زعيم الحزب الليبرالى الروسى، أمس: إن الخوف على إسرائيل من تداعيات إمكانية تفجير مخازن الأسلحة الكيماوية فى سوريا دفع واشنطن إلى تأجيل الهجوم العسكرى على سوريا. وكشف أليكسى بوشكوف، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس «الدوما» الروسى، عن أن روسيا قدمت أدلة لمجلس الأمن تثبت أن المعارضة السورية هى من قامت باستخدام الأسلحة الكيماوية وليس النظام السورى. وقال حسين أمير عبداللهيان، نائب وزير الخارجية الإيرانى: إن إيران لديها وثائق دامغة تثبت استخدام المعارضة السورية لأسلحة كيماوية حصلت عليها من بلد عربى مجاور فى ديسمبر الماضى، وقامت بتسليمها إلى الأممالمتحدة. من جانبه، قال موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى: إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعهد لنظيره الروسى فلاديمير بوتين بعدم قصف سوريا لإعطاء المبادرة الروسية مهلة من الوقت لتحديد ما إذا كانت ستجدى نفعا أم لا، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى وافق أيضا على إعطاء الضوء الأخضر ل«الروس» لتسليح نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فى مقابل نزع الأسلحة الكيماوية من دمشق.