وسط ألواح الطاقة الشمسية، حيث لا يوجد غيرها فى المكان، يحتفى «صابر محمد»، أحد عمال المشروع بصغاره، يجمعهم حوله فى فترة الراحة، يحنو عليهم ويقدم لهم ما استطاع من طعام حتى لو كانت وجبته اليومية، يضحك مع زملائه وهو يبرر لهم «دول ولاد المشروع.. اتولدوا هنا ولازم نراعيهم»، الكلاب الصغيرة التى تلهو حوله هى فى نظره «روح مسئولة منه»، لكن مسئولية أكبر معلقة فى رقبته، لا يحيد عنها، فهو عامل تجميع، وواحد من العمال القدامى المؤسسين فى المشروع، بحسب حكيه عن نفسه «بقالى 8 شهور فى المشروع، حفرنا الأرض بعمق 2.5 متر، زى أساسات العمارة كده، عشان نعمل أساس لألواح الطاقة الشمسية فى الأرض» لا يترك «صابر» موقعه إلا بعد الانتهاء من عمله بتجميع الأسلاك، والاطمئنان على كلابه الصغيرة، حتى لو تجاوز هذا مواعيده الرسمية. يعمل «صابر» سائقاً على ميكروباص بعد ساعات عمله بالمشروع، معلقاً ورقة على زجاج سيارته مكتوباً عليها «مشروع الطاقة الشمسية.. بنبنان أسوان»، يبررها «عشان الناس كلها تعرفه، أنا فخور لأنى واحد من اللى شغالين فى مشروع بنبان القومى، وكمان نفسى الناس كلها تعرف قيمته»، أسئلة كثيرة يتعرض لها «صابر» حول اللافتة المعلقة بسيارته «فيه ناس كتير فى أسوان عارفين طبعاً قرية بنبان، بس مش عارفين إيه هو مشروع الطاقة الشمسية اللى فيها، عشان هو فى مكان صحرا ومحدش كتير بيروحه ومفيهوش عمار، عشان كده كل ما حد يسألنى بشرح له أهمية المشروع إنه عندنا فى أسوان، وكمان إنه يعتبر أكبر محطة شمسية على مستوى العالم بيضم عدد كبير فى مكان واحد، فيه ناس بتكون مبهورة من اللى بحكيه عن المشروع، وفيه ناس بتحاول تحبط وبينتقدوا وبس، لكن الأغلبية بيكونوا فخورين باللى بحكيه عن المشروع، وفيه ناس كمان حاولت توصل للموقع وتقدم على شغل فيه وناس اشتغلت فعلاً معايا ماكانوش يعرفوا أى حاجة عن المحطة».