قبل أيام قليلة من بدء أضخم بطولة على مستوى العالم وهي الدورة الأوليمبية التي ستقام بلندن، والتي ستنطلق "الجمعة"، بمشاركة 112 لاعبا مصريا في مختلف الألعاب، إلا أن غياب المنتخب المصري لكرة اليد يعد هو أبرز المفاجآت المحزنة للجماهير المصرية، خاصةً وأن كرة اليد استطاعت أن تحجز مكانًا أساسيًّا بين الكبار في العشر سنوات الأخيرة. وتعد هذه المرة الأولى منذ عام 1992 التي لن يشارك خلالها منتخب اليد بالأولمبياد، وذلك بعد إخفاقه الأخير خلال بطولة إفريقيا التي أقيمت في المغرب وحصوله على المركز الثالث، وفشله في التأهل إلى الأولمبياد التي يتأهل إليها بطل ووصيف إفريقيا بعد الخسارة المفاجأة في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الجزائري في الثواني الأخيرة في مباراة دراماتيكية. وعلمت "الوطن" أن هناك عدة أسباب وراء هذا الإخفاق الذي وصفه عديد من النقاد بال"فضيحة"، أبرزها عدم تنفيذ اتحاد اللعبة برئاسة هادي فهمي لبرنامج الإعداد الذي كان مخططا له بعد إلغاء عديد من المعسكرات بحجة ضعف الإمكانات المادية بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، واستبداله بمعسكر ضعيف ببولندا واجه خلاله الفراعنة ثلاثة فرق من دوري الدرجة الثانية البولندي. وأدى تساهل اتحاد اللعبة مع ناديي الأهلي والزمالك والموافقة على خروج لاعبي الفريقين الذين يمثلون الهيكل الأساسي للمنتخب من المعسكر للانضمام لأنديتهم لخوض البطولات الدولية أحد أهم الأسباب؛ حيث أدى هذا الأمر إلى عدم تمكن المنتخب من التجمع بشكل كامل لفترة طويلة، إضافةً إلى عدم تدخل الاتحاد لحل أزمة أحمد الأحمر نجم الزمالك الذي يعد أحد أهم عناصر المنتخب لتأجيل امتحاناته، ما أدى إلى عدم انضمام اللاعب لأي معسكر للمنتخب وانضمامه للبعثة قبل مباراة نصف النهائي بيوم واحد. لم يكن اتحاد اللعبة هو المتسبب الوحيد في هذا الإخفاق، ولكن المدير الفني الألماني للمنتخب أوفي لوميل يتحمل المسؤولية بشكل كبير، وكانت أول سقطاته هي اصطحاب لاعب النادي الأهلي مصطفى السيد لخوض البطولة الإفريقية على الرغم من عدم انضمامه لأي معسكر قبل البطولة، كما أنه استطاع تقسيم اللاعبين بشكل كبير بالتفرقة في المعاملة؛ حيث كان للاعبين الكبار معاملة خاصة، فيما كان للناشئين معاملة أخرى وتجاهل تام، ما تسبب في ضياع روح التعاون داخل الفريق.