في هذه الحلقة، استمر التنكيل بالمؤمنين، وتعذيبهم بأشد ألوان العذاب، وظهر بلال بن رباح في رباطة جأش قوية، ولم يضعف أمام العذاب الشديد الذي أنزله به سيده أمية بن خلف، والذي كان ينتظر كلمة واحدة منه تسبُ محمدًا، تمنعه من الإحراج أمام قومه. لكن بلال كان يرد في كل مرة "أحد أحد". وإزاء التنكيل الشديد ببلال، رق قلب أبوبكر فطلب من أمية أن يبتاع "يشتري" بلال، فكانت الفرصة لأمية الذي يَئس من أن يضعف بلال، فطلب 40 أوقية ذهبًا، فوافق أبو بكر الذي أعتق بلال وأنه أخ له في الإسلام. وما إن علم وحشي" الذي سيقتل حمزة بن عبد المطلب"، بعتق بلال. حزن حزنا شديدا، لأن كل همه الحرية. تلك الحرية التي سيقتل حمزة فيما بعد، من أجل الحصول عليها. ثم عرضت الحلقة لتعذيب "آل ياسر"، عمار ووالده ووالدته سمية، على يد أبو الحكم بن هشام "أبوجهل"، فتارة يضربهم بالسياط وهم عرايا، وتارة يكويهم بالنار. وإزاء الصلابة التي أظهرتها سمية، وسبها لأبو الحكم، قام بطعنها برمح لتصبح أول شهيدة في الإسلام. وفي ذات الليلة، مات ياسر من شدة التعذيب، بعد أن أوصى ولده بالصبر، وبشره بأن والدته أصبحت أول شهيدة في الإسلام، وأنه سيلحق بها. وزاد أبو الحكم من تعذيبه لعمار، لشعوره بأنه هُزم من والديه، رغم موتيهما، وأن كلمة من عمار تسبُ محمدا، تجعله يشعر بنشوة الانتصار، فزاد من عذابه، وهو ما لم يقوى عليه عمار، وقال "محمد كذاب"، لينطلق بعدها أبو الحكم فرحا وهو يردد "لست خوارا "ضعيفا" كأمية بن خلف". ودار حديث بين أبو بكر ووالده، الذي لم يعجبه أن ينفق ولده كل أمواله من أجل إعتاق رقاب العبيد، كعامر بن فهيرة، وبلال، وأم هميس. لكن أبوبكر لايبالي ويؤكد أنه سعيد بإنفاقها في سبيل الإسلام. وظهر للمرة الأولى، عبد الله بن مسعود، واصطدم بأبو الحكم في أحد طرقات مكة، وراح يناديه يا "رويعي الغنم"، وأخذ أبو الحكم يتوعد ابن مسعود، وضربه ضربة قوية بعصا كانت في يده ليسقط عبد الله على الأرض، لتظهر قدماه "التي كانت نحيفة"، وأخذ يتهكم عليه أبو الحكم، ويقول:"بمثل هذا يتوعدنا محمد"، وأضاف:"لأقطعن ساقك يومًا يا رويعي الغنم" وهنا يظهر للمرة الأولى، تعاطف عمر مع أحد المؤمنين، حيث مد يده لينهض عبد الله بن مسعود، ففرح ابن مسعود، وأخذ يقول:"والله إنك لخير الرجلين .. وما أظن دعاء النبي يخطئك"، في إشارة لقول النبي:"اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين .. عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام". وفي المشهد الختامي للحلقة، يدور حديث بين أبو بكر وبعض المؤمنين والذي كان من ضمنهم عبد الله بن مسعود، حيث راح أبو بكر يحثهم على الصبر في مواجهة العذاب، وألا يردوا على سفاهتهم بسفاهة، حتى لا يسبوا الله عدوا بغير علم، وعرض أحدهم ألا يبقوا في سريتهم، وأن يسمعوهم القرآن، فطلب ابن مسعود أن يقوم بهذه المهمة، وأمام إصراره وافق أبوبكر. وخرج ابن مسعود في وسط مكة، وراح يتلو قوله تعالى:" الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان ... ) إلى آخر الآيات. ووقف الجميع يسمع أول جهر بالقرآن في مكة، وهو ما لم يعجب أبا الحكم، فانهال ضربا على ابن مسعود. وكان من ضمن الوقوف عمر بن الخطاب، الذي استمع للقرآن للمرة الأولى، وبدا عليه التأثر، وكأن الإسلام بدأ يدق قلب عمر.