العلاقات المصرية المغربية صفحة تكاد تخلو من المشاكل علي المستويين الرسمي والشعبي إلا من قليل من المناوشات والمشكلات البسيطة التي لعبت كرة القدم وحكايات أهل الفن دور فيها. علي المستوي الرسمي ترتبط مصر مع المغرب بعلاقات سياسية تتسم بالتفاهم والتنسيق، بخاصة في قضية الصراع العربي الإسرائيلي ودعم التضامن العربي، كما أن بينهما أول بروتوكول ثقافي وقعته مصرعام 1959، وعلي مستوي التعاون الاقتصادي فقد شهد تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، بخاصة في ظل انتظام انعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي البلدين. وانعقدت لجنة التعاون المشترك ست مرات برئاسة قائدي البلدين كان آخرها في مايو 2006 في مدينة مراكش بالمغرب، كما شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورا كبيرا، من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، والتي تهدف إلي التحرير الجمركي بين البلدين وكان آخرها اتفاقية "إعلان أغادير" التي تربط المغرب بمجموعة من الدول العربية من بينها مصر، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ يوليو 2007. تطور حجم الصادرات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تطورًا إيجابيًا، حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو 389 مليون دولار في عام 2008، حيث تبلغ الصادرات المصرية إلى المغرب نحو 347 مليون دولار فيما بلغ حجم الواردات المصرية من المغرب نحو 41.5 مليون دولار. تاريخيا تعتبر هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، انتشر التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دورا هاما في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق. كان للفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، واعتمد وقتها الفاطميون علي قبائل تدعي "كتامة"، والتي انتقلت إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها، ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة مهمة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر. وكان للمقاتلات المغربية دور فعال في حرب أكتوبر 1973 حيث وصلت مقاتلات بعد سفر طويل، عن طريق الجزائر وتونس وليبيا، مصحوبة بطائرات النقلِ العملاقه التى تحمل قطع الغيار والأسلحة، وأجهزة المعاونة لطائرات السرب المغربي، حتي أن قبور الشهداء المغاربة مازالت هناك في الجولان بسوريا. ربطت علاقة صداقة قوية بين العندليب عبد الحليم حافظ والملك الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، حيث كان محبا للموسيقي، وإن كان صفو هذه العلاقة قد تعكر لمدة ست سنوات بسبب وشاية من أحد المطربين المغاربة بأن العندليب غني في الجزائر ضد المغرب، إلا أن الأحوال عادت لصفائها مرة أخري، وغنى العندليب الأسمر أغاني وطنية مغربية عديدة من بينها أغنية "الماء والخضرة في عيد ميلادك يا الحسن" . ولعل من أشهر فناني المغرب في مصر سميرة سعيد التي حملها عبدالحليم حافظ وهي طفلة في إحدي زيارته للمغرب وتحمل الآن الجنسية المصرية، وأيضا من أشهر نجوم المغرب في مصر الراحلة رجاء بلمليح والفنانة جنات. بسبب شخصية درامية قدمتها ملكة جمال المغرب السابقة في مسلسل (العار) دخل البلدان في أزمة دبلوماسية حيث أدانت وزارة الخارجيه المغربية في بيان رسمي لها أعرب من خلاله وزير الخارجية المغربي عن غضبه وأسفه الشديدين تجاه المسلسل الذي يعرض من خلاله شخصية الفتاة مغربية "عاهرة"، وهو ما أثار غضب الرأي العام المغربي، وجاء في البيان "إن لم يتم توجيه اعتذار رسمي من وزارة الخارجية المصرية موجه عبر الإعلام والفضائيات المصرية وحذف جميع المشاهد التي تعرض من خلالها شخصية العاهرة المغربية سوف يكون لنا حق الرد وعندها لن نضع أمام أعيننا أي اعتبارات لأي أحد". نشأت أزمة دبلوماسية أخري عقب استنكار وزارة الخارجية المغربية تصريحات مختار الكسباني مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر التي طالب فيها بسحب ملف القدس من المملكة المغربية، وكان الكسباني قد طالب بسحب رئاسة اللجنة من المغرب ووضعه في أيدي دولة إسلامية قوية ذات علاقات دولية متينة مثل تركيا. أثارت كرة القدم كعادتها الكثير من الأزمات بين البلدين كرة القدم، منها مباراة بين لاعبي منتخبي مصر والمغرب للشباب عام 2009 والتي انتهت بحدوث تشابك بالأيدي، وشغب آخر ولكن هذه المرة البطل فيه هو الجمهور وذلك عام 2010، وغيرها من الأزمات التي سرعان ما تنتهي. أثارت الفتوي المغربية "مضاجعة الوداع" جدلا كبيرا في مختلف الأوساط المصرية، والتي ألقاها أحد رجال الدين المغاربة وتأثر بها أحد نواب التيار السلفي في البرلمان وتقدم بمشروع قانون يسمح بهذه المضاجعة، وفي المقابل وقبل سنوات أثارت فتوي لعالم دين أزهري نفس الجدال تقريبا في المغرب وكانت هذه الفتوي عن "إرضاع الكبير". تحمل جماعة الإخوان المسلمين في المغرب اسم جماعة التوحيد والإصلاح الإسلامية وهي منبثقة من اتحاد عدة حركات إسلامية في المغرب، وذراعها السياسية هي حزب العدالة والتنمية المغربي الذي أسسه عبد الكريم الخطيب الإخواني البارز، وهو أكبر حزب إسلامي في المغرب ويعتبر الحزب الحاكم الآن وفقا للانتخابات التي أجريت مؤخرا، والجماعة في كل من مصر والمغرب علي صلة جيدة ببعضهما البعض ويجمع بينهما الكثير من الروابط وبخاصة بعد استحواذهما علي النسب الأعلي في نتائج الانتخابات التشريعية في البلدين. وكان الموقف المغربي علي المستوي الشعبي مساندا للثورة المصرية من خلال الوقفات التضامنية، وحدثت المساندة من المستوي الرسمي بعد تنحي مبارك، وشهدت العلاقات بعد الثورة مبادرة إيجابية، حيث أعلن في شهر مايو الماضي عن رغبة مصر إلغاء التأشيرات عن المواطنين المغاربة الراغبين في زيارة مصر، لتشجيع السياحة بين البلدين أسوة بما فعلته سوريا وتركيا، في إشارة إلى قرار دمشق وأنقرة، في وقت سابق، برفع التأشيرة عن المواطنين المغاربة.