عزيزى زوجى الساكت
تحية طيبة وبعد
كان عندى طلب صغير كده يا أبو عبدالرحمن، وعشمى إنك متكسفنيش، عوزاك "تنكد عليا"، أيوة تنكد عليا.. مش بس النهاردة، وكل يوم يا أخويا.
طبعا أى حد هيسمع الكلام ده هيقول هي الست أم عبدالرحمن اتجننت ولا إيه؟ لأول مرة فى تاريخ البشرية ست بتطلب من جوزها ينكد عليها!
أيوة اتجننت من عمايلك، على الأقل لما هتنكد عليا هسمع صوتك اللى مبيطلعش خالص،فاكرأول امبارح لما سألتك مالك يا أبو عبدالرحمن قاعد لوحدك ليه وهتفضل ساكت كده لحد إمتى عملت فيا إيه؟
فاكر.. لأ هفكرك.. طلعت فيا بأعلى صوت وقولت لى لو سألتينى ساكت ليه تانى مش هيحصلك طيب، مع أن ساعتها كان غرضى اطمن عليك، ما انت بقالك فترة كبيرة ترجع من الشغل تدخل على أوضتك وتقفلها عليك ومنسمعش صوتك باقى اليوم، كل اللى بتعمله ماسك موبايلك فى إيدك وساكت.
أنا عاوزة أسالك سؤال يا أبو عبدالرحمن.. الموبايل أهم منى ومن عيالك؟ يعنى لما تبقى متضايق من حاجه هيسمعك أو هيريحك؟ على فكرة أنا وعيالك لينا حق عليك، من حقنا نسمعك، لما تكون متضايق تحكي لنا فيك إيه، تفضفض معانا.
يا أخى ده أنا من قلقى عليك وصلتنى لإنى أطلب منك تنكد عليا علشان اسمع صوتك، مع إن واحدة زيي وفى مكانى كانت هتقول بركة يا جامع، ولا تفكر فيك ولا فى سكوتك، يعنى إيه عايشة مع راجل طول عمره مبيتكلمش معايا، البيت مش استراحة يا أبو عبدالرحمن.
اوعاك تقول لى إن سكوتك ده سببه ضيق وخنقه، ده سكوتك هو اللى جابلنا الخنقة، الأصول بتقول إنك عايش مع ناس ليهم حق عليك يسمعوك وتسمعهم.
عارف يا أبو عبدالرحمن يا أخويا.. فى ستات كتير ولا يفرق معاهم أبدا سكوت أزواجهم وبيعتبروها راحة دماغ ليهم، لكن إنت برضه ماتهونش عليا، ده إنت شريك حياتى، يعنى المفروض تشركنى فى حزنك قبل فرحك.
والله يا أبو عبدالرحمن ما قصدى اتقل ولا أزن عليك، أنا كل غرضى إنك تبقى مرتاح وأنا كمان أحس إنك معايا، نتكلم مع بعض، نحكى لبعض، نعود نفسنا إن السكوت مش هيزود حياتنا، بالعكس هينقصها.
الحكايه يا أبو عبدالرحمن مش حكاية راجل وست اتقفل عليهم بيت واحد وكل واحد منهم يروح لحاله، الحكاية أكبر من كده دى حكاية أرواح بتغذيها الكلمة الحلوة مش السكوت، مش سهلة أبدا إن ست تطلب من جوزها إنه ينكد عليها، بس اعمل إيه، من غلبى، عاوزة أحس بيك وبوجودك معايا.
وأخيرا.. عاوزة أقول لك إلهى ما ينقطع لك صوت أبدا يا أبو عبدالرحمن.
إمضاء/
أول زوجة تطلب من زوجها ينكد عليها.