أوضح مقطع فيديو نُشر على الإنترنت أن جماعة من المتشددين الإسلاميين من منطقة شمال القوقاز المضطربة في روسيا، الذين يقاتلون في سوريا، انشقوا عن جماعة رئيسية في المعارضة مرتبطة بالقاعدة لتشكيل كتيبة مستقلة. وبرز المتشددون القادمون من شمال القوقاز كبعض من بين أكثر المقاتلين فاعلية في الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "مجاهدي القوقاز في الشام"، قرارها الانشقاق على جماعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في مقطع فيديو وُضع على موقع "يوتيوب" أمس. وأعلن مقاتل ملتحٍ يرتدي زيا مموها انشقاقهم عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وأنها أصبحت فصيلا مستقلا، وكان يتحدث بالروسية في حين يترجم مقاتل آخر حديثه للعربية. وظهر في المقطع نحو 40 مقاتلا آخرين ملثمين ومسلحين ببنادق هجومية. وقدرت روسيا أن نحو 200 من مواطنيها يحاربون مع المعارضة السورية. ويسلط وجود هذا المقطع الضوء على المخاطر الأمنية التي قد يشكلونها إذا عادوا إلى القوقاز الروسي، الواقع على حدود المنطقة التي تعتزم موسكو أن تستضيف فيها دورة سوتشي الأوليمبية الشتوية 2014 . وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الانشقاق له جذور على ما يبدو في رغبة الجماعة القادمة من شمال القوقاز في أن تنأى بنفسها عن الخلافات بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والفصائل الأخرى. ويشير نشطاء في شمال سوريا حيث تقاتل الجماعة، إلى خلافات أيديولوجية وسياسية أيضا فيما بين زعماء الفصائل، كسبب محتمل للانشقاق. والانقسامات بين مقاتلي المعارضة وكذلك النفوذ الذي يتمتع به الإسلاميون المتشددون، من بين الأسباب التي دفعت القوى الغربية للتردد في التدخل في الحرب السورية، التي تدور منذ عامين ونصف وقُتل فيها أكثر من 100 ألف شخص.