بروفايل| «البدوى».. مرشح محتمل

على مقعد رئاسة حزب الوفد العريق يستقر الدكتور السيد البدوى لمدتين متتاليتين، والآن يوضَع هو وحزبه فى موقف لا يحسدان عليه أمام المواطنين، قبل قواعده فى المحافظات، لأنه الحزب المعروف تاريخياً أكثر من غيره من الأحزاب، بعدما تقدّم مندوب ل«البدوى»، أمس، بأوراق رئيس الحزب للكشف الطبى لانتخابات الرئاسة، ما جعله المرشح الوحيد المنافس للرئيس السيسى، إذا ما استكمل إجراءات ترشحه، عقب قرار الهيئة العليا للحزب، اليوم، بخوض الانتخابات الرئاسية من عدمه. الأزمة تتمثل هذه المرة فى شكل الحزب أمام الشعب، والمسئول عن صورته رئيس الحزب، فقد سبق أن أعلن الحزب فى اجتماع سابق للهيئة العليا، برئاسة «البدوى»، تأييد ودعم الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، ولكن بموقف مغاير يتقدم «البدوى» بأوراقه للكشف الطبى لانتخابات الرئاسة.
رئيس «الوفد» يردد دائماً أن الحزب شهد فى عهده ما لم يشهده فى عهد أى رئيس آخر للحزب، فقد شهد مقر «الوفد» ليلة ثورة «25 يناير» مؤتمراً صحفياً لرئيس الحزب يطالب فيه بحل البرلمان، ويعلن سقوط شرعية «مبارك». كان ل«البدوى» كلمة معروفة قبل الثورة قال فيها: «لسنا تراثاً أو عقاراً حتى نَوَّرث، ومصر أكبر من أن توَّرث»، مروراً بموقفه من الإعلان الدستورى للإخوان، الذى أعلن بطلانه ورفضه له، وهو ما دفع الإخوان لوضعه على قوائم الممنوعين من السفر، ليكتشف منعه من السفر للخارج حين كان متوجّهاً للسودان فى 29 فبراير 2013، وصولاً للانتخابات البرلمانية الماضية، التى تمت محاربة تشكيل «الوفد» برئاسة «البدوى»، لقائمة تحالف «الوفد المصرى»، ليتم إفشال التحالف، وتمثيل «الوفد» فى قائمة «فى حب مصر» ب8 مرشحين.
«البدوى» الذى تخرج فى كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية عام 1973، لم يواجه صراعاً خارجياً فقط من القوى السياسية والأحزاب المنافسة، بل واجه منذ اللحظات الأولى لترشحه لرئاسة الوفد فى 2010 صراعات داخلية، بدأت بمواجهة أنصار «محمود أباظة»، المرشح المنافس له فى انتخابات رئاسة الوفد، التى استمرت فى مواجهته خلال مدة رئاسته للحزب، لينضم لهم فؤاد بدراوى، السكرتير العام للحزب، الذى نافس «البدوى» فى انتخابات رئاسة «الوفد» 2014.