قال الدكتور فيصل الحفيان، مدير معهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، إنه دائماً يطغى على الذين يحبون العربية عشقهم لها، وهذا العشق يتجلى في قولهم إنها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، ومثل هذه الاستنادات حقيقةً لا قيمة لها بالنسبة للآخرين، وسبق أن كنت مشاركاً بإحدى المحاضرات في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وقلت آنذاك إن اللغة العربية لغة مقدسة، لكن بعض الحاضرين قالوا إن اللغات كلها على سوية واحدة، وإنها مجرد منتوج بشرى لا علاقة له بالقداسة، والشاهد أن هذه القضية ينبغي أن توضع في الحسبان، نحن حينما نتحدث عن اللغة العربية، لا نتحدث عنها بحكم ارتباطها بالدين الإسلامي وانتمائنا لها وباعتبارها لغة القرآن، وهذا الهاجس كان عندي منذ فترة مبكرة. وأضاف "الحفيان" ل"الوطن": "أولى خصائص اللغة العربية، ولعل أهم ما يميزها هو انتماؤها لفصيلة اللغات المتصرفة، التى لا تعتمد على السوابق واللواحق، فإذا رغبت في إنشاء معنى جديد، لا تعتمد أن تلحق بها شيئاً فى الآخر، أو تلحق بها فى البداية شيئاً آخر، سواء كان ذلك حروفاً أو ألفاظاً، إنما هى تعتمد على توليد اللفظ اللغوي، وهو ما نسميه ب"الاشتقاق"، بمعنى أن الكلمة تلد كلمات، مثل كتب، كاتب، مكتوب وكتاب، ولعل علماء اللغة في الغرب ينظرون إلى اللغات المتصرفة باعتبارها أرقى اللغات، لأن مفرداتها تشبه إلى حد كبير الأسر، مثل "أسرة كتب، أسرة قرأ" وهكذا، وبالتالى فإن هذه اللغات لها القدرة الأكبر على التعبير، علاوةً على أنها لغة ثرية، والثراء اللغوى قضية قديمة، وكان عالم النحو ابن جني، في القرن الرابع الهجري، قد قال عن العربية إنها "اللغة الشريفة"، فقضية الإعجاب باللغة العربية قضية قديمة للغاية".